رفضت أنقرة عرضا أمريكيا جديدا بالتخلي عن صفقة أنظمة "إس-400" الروسية مقابل توريد أنظمة "باتريوت" الأمريكية للدفاع الجوي، بحسب وسائل إعلام محلية.

وكشفت صحيفة يني شفق التركية الأحد أن السلطات التركية رفضت اقتراح واشنطن، لأنه لم يتضمن خصما على قيمة الصفقة البالغة 3.5 مليار دولار ثمنا لنظام "باتريوت"، ولا نقل تكنولوجيا تصنيع هذه الأنظمة.

ونقلت الصحيفة عن مصدر تركي مطلع أن أنظمة الصواريخ الدفاعية الروسية "إس- 400" أقل تكلفة على أنقرة بثلاث مرات، لافتة إلى أن آخر محاولة لإقناع تركيا بالصفقة كانت خلال زيارة وفد أمريكي إلى أنقرة الأسبوع الماضي.

وأجرى الوفد الأمريكي الذي وصل إلى أنقرة، الخميس، مباحثات مع مسؤولي رئاسة الصناعات الدفاعية ووزارتي الخارجية والدفاع، وفقما نشرته الأناضول.

وتضمن العرض الأمريكي 80 صاروخ باتريوت و60 صاروخا آخر، بالإضافة إلى أربع محطات رادار "AN/MPQ-65"، و10 أجهزة هوائيات عامودية، و20 قاذفة من طراز "M903"، ومعدات اختبار وغيرها من المعدات.

ويأت هذا العرض بعد أن أقرت الخارجية الأمريكية في 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إمكانية إتمام الصفقة، وأخبرت الكونغرس حول العرض، موضحة أن تركيا لازالت تمثل عنصرا أساسيا في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي، لتكون هذه الخطوة بمثابة انفراجة في العلاقات بين البلدين بعد أن عطلت واشنطن صفقة بيع طائرات "إف -35" لتركيا بسبب شراء الأخيرة أنظمة دفاع "إس -400" الروسية.

وقال وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"، في تصريحات سابقة، إن بإمكان بلاده شراء منظومة "باتريوت" الأمريكية دون إلغاء صفقة صواريخ "إس-400" الروسية، مضيفا "قبل نحو عام ونصف العام، قلنا للكونغرس الأمريكي إن تركيا ترفض شرط إلغاء صفقة شراء منظومة إس-400 مقابل باتريوت، فتركيا لديها حاجة ماسة لمثل هذه المنظومة الجوية".

وتريد الولايات المتحدة من تركيا إلغاء صفقة شراء منظومة "إس-400" منذ مدة طويلة، في حين تعارض الأخيرة وضع إلغاء الصفقة كشرط أولي لبيع منظومة "باتريوت".

وحذر متحدث عسكري أمريكي، في تصريحات سابقة، من أن دخول منظومة "إس- 400" الروسية إلى الأراضي التركية، سيتسبب بنتائج كارثية على العلاقات العسكرية التي تربط الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" بأنقرة.

وأشار إلى أن "البنتاغون" سيضطر في حال دخول هذه المنظومة إلى تركيا إلى إعادة مراجعة برنامج تزويد سلاح الجو التركي بمقاتلات "إف -35"

في المقابل أكدت أنقرة أن حصولها على طائرات "إف- 35" يأتي في إطار مشروع شراكة دولية لإنتاج الطائرات تلعب تركيا دورا رئيسيا فيه.