اشتكى مزارعون وباحثون من ظهور فطر "الصدأ الأصفر" في مساحات واسعة مزروعة القمح في مصر، مطالبين الدولة بسرعة التدخل، فيما قللت وزارة الزراعة من خطورة الأمر، زاعمة أن الإصابات بهذا الفطر محدودة ولن تؤثر على إنتاجية القمح في البلاد..

واعترف نقيب الفلاحين المصريين "حسين أبوصدام" بإصابة القمح بالصدأ الأصفر، مطالبًا كل المزارعين الذين تضررت أراضيهم من الإصابة بإرسال برقيات استغاثة لرئيس الوزراء.

وأشار إلى أن المساحات المصابة تزيد عن 300 ألف فدان، حسب شكاوى الفلاحين ومرشحه للزيادة.

وأوضح أن الإصابة بالصدأ الأصفر تقلل الإنتاج بنحو 20%، مطالبا لجنة الزراعة بمجلس النواب (البرلمان) بسرعة التحرك عبر تشكيل عمل لجنة تقصي حقائق للوقوف على الوضع الحقيقي ومحاسبة المسؤولين.

جاء هذا الاعتراف، رغم نفي وزارة الزراعة، في بيان رسمي، ما تردد حول "صحة إصابة جميع أصناف محصول القمح المصري بفطر الصدأ الأصفر"، مضيفا أن "غالبية أصناف القمح في مصر تتميز بقدرة عالية على مقاومة هذا الفطر".

وأشارت الوزارة إلى أن الإصابة لا تتعدى 1% في نوع قمح "سدس 12" فقط، وفي بعض مناطق محافظات الوجه البحري، موضحة أن "الإصابة لن تؤثر على كمية القمح المنتجة خلال الموسم الحالي".

كما يأتي هذا النفي رغم رصد لجان المتابعة بمديرية الزراعة في محافظة القليوبية (شمال القاهرة)، وجود إصابات متعددة بمرض "الصدأ الأصفر" بعدد من الأراضي الزراعية.

ونقلت صحيفة "الأهرام" (حكومية)، حالة من القلق المسيطرة على مزارعى المنوفية (دلتا النيل/شمال)، عقب ظهور "الصدأ الأصفر" على محصول القمح.

وساعدت الرياح والأمطار خلال الأسبوع الماضي على انتقال المرض من حقل إلى آخر.

في وقت كشف باحث بالمركز القومي للبحوث الزراعية في مصر، انتشار المرض في معظم محافظات الوجه البحري، متوقعًا وصوله إلى شمال الصعيد ووسطه، وخاصة الزراعات المتأخرة، حال انخفاض الحرارة خلال الأيام المقبلة.

وقال الباحث، الذي طلب الكشف عن هويته، إنه لم يهتم المسؤولون في وزارة الزراعة  بتحذيرات الجهات البحثية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي من وجود جراثيم فطر صدأ القمح.

وزاد: "للأسف بعض الباحثين تمت إحالتهم إلى مجالس تأديب لمجرد أنهم حذروا فقط؛ لذلك يحاول المسؤولون بشتى الطرق إخفاء حقيقة الإصابة والتخفيف من آثارها، حتى لا تتم إحالتهم إلى التحقيق".

ويعتبر "الصدأ الأصفر"، واحدا من الأمراض الخطيرة التي تصيب القمح في مصر، وقد انتشرت بحالة وبائية في الستينيات، وكان سببًا في اندثار صنف القمح "جيزة 144"، الذي كان أفضل أصناف القمح بالبلاد.

كما انتشر بصفة وبائية أيضًا بين عامي 1995 و1997، حيث كانت الإصابة بدرجة 90% على الصنف "جيزة 163" أو الأصناف التي تحمل اسم "جميزة"، وكذلك أصناف "القمح الطويل السنبلة" والتي أطلق عليها اسم "سدس".

وتعد مصر أكبر مستورد للقمح في العالم؛ حيث يعد القمح سلعة أساسية مهمة تستخدمها الحكومة في برنامج كبير لدعم الخبز يعتمد عليه عشرات الملايين من المصريين.

وتتوقع الولايات المتحدة، أن تستورد مصر 12.6 مليون طن متري من القمح، خلال الفترة بين يوليو/تموز 2019 ويونيو/حزيران 2020، بزيادة قدرها 0.8% عن الفترة السابقة لها.