قال الأمين العام لجامعة الدول العربية "أحمد أبو الغيط"، الأحد، إن تدخلات إيران وتركيا في شؤون عدد من الدول العربية فاقمت الأزمات فيها وأبعدتها عن الحل.

وقال في افتتاح القمة العربية الثلاثين في تونس: "التدخلات من (جانب) جيراننا في الإقليم، خاصة من إيران وتركيا، فاقمت من تعقد الأزمات وأدت إلى استطالتها واستعصائها على الحل".

وأكد "أبو الغيط" تقديره لجهود السعودية في التعامل مع الأزمات التي شهدتها المنطقة العربية، خلال العام الماضي.

وأشار الأمين العام إلى "معاناة الشعوب العربية في مناطق كثيرة من الإرهاب"، موضحا أن "الأمن القومي العربي تعرض لأشرس التحديات في التاريخ المعاصر"، ومنها التدخلات الخارجية وخاصة من جانب تركيا وإيران.

وتابع قائلا: "لا نقبل أن تكون لدول إقليمية بؤر في منطقتنا العربية".

وأوضح أنه من "غير المقبول تدخل قوى خارجية في المنطقة العربية بما يعكس أطماعا إمبراطورية قديمة". 

وقال إن المواجهة تكون عبر "الاستقواء بالمظلة العربية ضد التدخلات الإقليمية".

كما شدد على أنه "لا غالب في الحروب الأهلية" التي تجتاح بعض الدول العربية، مضيفا أن "الأمن القومي العربي وحدة غير قابلة للتجزئة".

وحول الجولان السورية المحتل، قال: "الاحتلال الإسرائيلي يحاول تثبيت الواقع وقضم الأراضي"، مشيراً إلى أن "الإعلان الأمريكي حول الجولان مناف لكل الأعراف الدولية".

كما ناشد الأمين العام لجامعة الدول العربية العديد من الدول الأعضاء في الجامعة دفع مساهماتها المالية المتأخرة بسبب الوضع المالي الصعب للمنظمة.

وقال: "الجامعة تختنق لأن الكثير من الدول الغنية والفقيرة لم تدفع مساهماتها، وبالتالي نحن نقلل العمليات بشكل كبير ونرشّد مشاركاتنا في المحافل الدولية والاجتماعات".

كما أوضح "أبو الغيط" أن هذا الوضع يؤدي إلى الحد من أعداد الموظفين وتجميد المرتبات والخدمات في الجامعة العربية.

وتابع الأمين العام: "نحن في وضع شائك وصعب، ويزعجني أننا أمة عربية من 350 مليون مواطن على الأقل وبناتج اقتصادي إجمالي لا يقل عن 2 تريليون و300 مليار دولار -أي نحن أغنياء- أن نتعامل مع هذه الإقليمية هكذا". 

وفي وقت سابق، انطلقت أعمال القمة العربية الـ30 في تونس.

ومن المتوقع أن يتحد الزعماء العرب المنقسمون منذ فترة طويلة بشأن قضايا إقليمية على رفض القرار الأمريكي بالاعتراف بضم (إسرائيل) للأراضي العربية التي استولت عليها 1967 في قمة تعقد بتونس، الأحد.

وتأتي القمة بينما تشهد الجزائر والسودان اضطرابات سياسية وتواجه دول عربية ضغوطا دولية جراء الحرب في اليمن وانقسامات أثارها نفوذ إيران في منطقة الشرق الأوسط وخلاف مرير بين دول الخليج العربية.

لكن المنطقة تواجه تحديا جديدا بعد أن وقع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إعلانا الأسبوع الماضي، يعترف بسيادة (إسرائيل) على هضبة الجولان بعد أقل من 4 أشهر على اعترافه بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل). ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.