قال وزير الخارجية التركي؛ "مولود جاويش أوغلو"، الخميس، إن تأخر الرد الأمريكي على طلب تركيا لمنظومة باتريوت الدفاعية هو سبب اتجاه أنقرة إلى روسيا في صفقة منظومة إس-400.

وأوضح "جاويش أوغلو"، في مؤتمر صحفي عقده بواشنطن، على هامش زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، إن تركيا ترى امتلاك منظومة دفاع صاروخي ضرورة لأمنها القومي، ولذا طلبت "باتريوت" من الولايات المتحدة، لكن لم يأتها الرد إلا بعد 6 أشهر.

وأضاف: "كنا قد أنهينا تعاقدنا (آنذاك) على المنظومة الروسية (إس-400)"، وفقا لما نقلته قناة TRT التركية.

وأكد الوزير التركي أن المنظومة الروسية "دفاعية ولا تشكل تهديدا لأحد"، مشيرا إلى أن "كل الاتهامات الموجهة إلى تركيا (في هذا الصدد) ليست بمحلها".

وعن تقديرات حلف شمال الأطلسي، "الناتو"، لمخاطر إس-400، أكد "جاويش أوغلو" أن "المنظومة الدفاعية ستكون تحت سيطرة تركيا ولن تمثل تهديداً لحلفائها"، رافضا اعتبار الاتفاقيات مع روسيا بديلاً لتركيا عن عضويتها بالحلف.

كما جدد الوزير التركي تأكيده على أن "صفقة إس-400 باتت محسومة ولا يمكن إلغاؤها"، لكنه أشار إلى إمكانية "التوصل لتفاهم مع واشنطن بشأن أسعار منظومة باتريوت والأمور المتعلقة بها"، بما يعني سعي تركيا للجمع بين منظومتي الدفاع الأمريكية والروسية.

 لكن "جاويش أوغلو" لفت إلى وجوب موافقة الكونغرس الأمريكي "لتحقيق تقدم بهذا الخصوص" حسب قوله.

وكان وزير الخارجية التركي قد صرح، في 25 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بأن "تركيا أبلغت الكونغرس الأمريكي برفضها شرط إلغاء صفقة شراء منظومة إس-400 مقابل الباتريوت؛ لأن لديها حاجة ماسة للمنظومة الروسية"، وفقا لما نقلته وكالة الأناضول.

والثلاثاء الماضي، توقع القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي؛ "باتريك شاناهان" أن يتم حل الخلاف مع تركيا بشأن شرائها منظومة إس-400 الدفاعية الروسية، مشيرا إلى أن "واشنطن حاولت إقناع تركيا بشراء صواريخ باتريوت الدفاعية بدلا من إس-400 الروسية".

وحسب قائد القوات الجوية الأمريكية في أوروبا وأفريقيا؛ "تود والترز"، فإن قدرات إس-400 تسمح لمالكها بدراسة وتقييم إمكانات الطائرة إف-35، وفي حال تمكن تركيا من امتلاكها، فإن ذلك "لن يكون من صالح الناتو"، وفقا لما نقلته مجلة "بزنس إنسايدر" الأمريكية.

وتهتم قيادة الحلف بمدة ومسافة تحليق المقاتلات في تركيا بالقرب من إس-400، إذ يفترض أن يقوم الجانب الروسي بتدريب الجيش التركي على استخدامها بعد التسليم، وبالتالي سيملك الفرصة لدراسة إف-35.