أقرت شركة "بوينغ" الأمريكية لصناعة الطائرات، الخميس، بأن خللا فنيا في تصنيع طراز "بوينغ 737 ماكس" يقف وراء سلسلة الحوادث التي تعرضت لها طائراته في الآونة الأخيرة.
وعبر حسابه الموثق على "تويتر"، نشر رئيس الشركة ومديرها التنفيذي "دينيس مويلنبرغ" مقطع فيديو قال فيه :"من الواضح أن نظام المناورة في بوينغ 737 ماكس 8 ساهم في حادثين جويين قاتلين"، معبرا عن اعتذار "بوينغ" عن الخسائر البشرية الناجمة عنهما.
وأضاف أن "التفاصيل الكاملة لما جرى في الحادثين ستصدر من قبل السلطات الحكومية في التقارير النهائية"، مشيرا إلى أنه في كلتا الرحلتين، تم تنشيط نظام تعزيز خصائص المناورة، المعروف باسم MCAS، استجابة لقراءة هجوم خاطئة على الطائرة.
ويقرأ هذا النظام التعرض لهجوم من خلال جهاز استشعار مثبت بأنف الطائرة، يعالج ذيل الطائرة للحفاظ على مستواها في حال انحراف مقدمتها لأعلى مما ينبغي.
لكن المحققين والمبلغين عن مخالفات "بوينغ" يقولون إن برمجة هذه الأجهزة يمكنها تقديم قراءات خاطئة، وأن نظام المناورة يقوم بإجراء "تعويض زائد" أحيانا، بما قد يهوي بالطائرة، وفقا لما أوردته روسيا اليوم.
وجاء إقرار "مويلنبرغ" في ذات اليوم الذي توصل فيه المحققون الإثيوبيون إلى أن طاقم الرحلة 302 "أجرى جميع الإجراءات الموصى بها من المجموعة المصنعة بشكل متكرر، لكنه لم يتمكن من السيطرة على الطائرة".
وذكرت شبكة CNN الأمريكية أن تقرير المحققين الإثيوبيين، يؤكد أيضا أن طاقم الطائرة حاول التعامل مع قراءة نظام MCAS الخاطئة طوال الرحلة التي استغرقت 6 دقائق، لكنهم لم يتمكنوا من شد أنف الطائرة لأعلى مجددا واستعادة السيطرة عليها.
فيما نقلت صحيفة سياتل تايمز الأمريكية عن مجموعة من مهندسي بوينغ، الشهر الماضي، أن الطيارين لم يكونوا على دراية بكيفية تجاوز نظام MCAS، وهو ما وعدت الشركة المصنعة بتصحيحه عبر توفير "مواد تعليمية إضافية".
وكان مواطنون من 35 دولة بين 157 من ركاب طائرة إثيوبية لقوا حتفهم، الشهر الماضي، عندما تحطمت "بوينغ 737 ماكس 8" بعد 6 دقائق فقط من إقلاعها من العاصمة أديس أبابا، في ثاني كارثة من نوعها تشمل هذا الطراز الجديد من بوينغ بعد تحطم طائرة أخرى قبالة إندونيسيا في أكتوبر/ تشرين الأول كان على متنها 189 شخصا.
وأخرجت هيئات طيران في جميع أنحاء العالم أساطيل "بوينغ 737 ماكس" من الخدمة، بينما أوقفت الشركة الأمريكية المصنعة تسليم طلبيات بآلاف الطائرات من الطراز، الذي كان من المفترض أن يصبح العمود الفقري لمستقبل الصناعة.
