تراجع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" عن التهديد بإغلاق الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك فورا، لكنه أثار شبح فرض رسوم جمركية على واردات السيارات من المكسيك ما لم تفعل المزيد لوقف تدفق المخدرات والمهاجرين غير الشرعيين.

وفي تصريح للصحفيين في البيت الأبيض، قال الرئيس الأمريكي: "نحن نعطيهم مهلة عاما كتحذير، وإذا لم تتوقف المخدرات فإننا سنفرض رسوما جمركية على منتجات من المكسيك، وخصوصا السيارات".

جاء ذلك بعدما أثار "ترامب" الذعر بمجتمع الأعمال الأمريكي الجمعة الماضي، عندما رجح أن يغلق الحدود الجنوبية للولايات المتحدة هذا الأسبوع للتصدي لقفزة في أعداد المهاجرين من أمريكا الوسطي.

ويعتبر وقف الهجرة غير الشرعية ركيزة في برنامج "ترامب" الانتخابي في السباق إلى البيت الأبيض في 2016، متعهدا ببناء جدار على الحدود الجنوبية لوقف المهاجرين.

وعندما رفض الكونغرس منحه الأموال لبناء الجدار، شهدت الولايات المتحدة، نهاية 2018 ومطلع 2019، أطول إغلاق حكومي في تاريخها (استمر 35 يومًا)، بعدم أبدى "ترامب" إصرارا على تضمين إنشاء الجدار بمخصصات التمويل، بحجة منع تهريب المخدرات والهجرة غير النظامية إلى بلاده.

وإزاء رفض الكونغرس الموافقة على تمويل بناء الجدار، أعلن "ترامب"، في 15 فبراير/شباط الماضي، "حالة طوارئ وطنية" على الحدود، في إجراء استثنائي يتيح له تخطي البرلمانيين والحصول على تمويل بأكثر من 8 مليارات دولار لإنجاز مشروعه.

وأثار هذا الإجراء الاستثنائي غضب خصوم "ترامب" الديمقراطيين، وحفيظة حلفائه الجمهوريين في الكونغرس الذين يخشون من أن يشكّل ما أقدم عليه سابقة يمكن أن يستند إليها في المستقبل رئيس ديمقراطي للالتفاف على إرادة الكونغرس تحقيقاً لمآرب سياسية.