نقلت صحيفة إلكترونية مغربية عن مصادر وصفتها بالمطلعة قولها إن انزعاجا مغربيا غير مسبوق تصاعد من الأدوار السعودية - الإماراتية في موريتانيا، والتي باتت تمثل خطرا على مصالح المغرب.

وقالت المصادر لموقع "يا بلادي" الإخباري المغربي، إن الرباط بات لديها أسبابا جيواستراتيجية من "السياسيات التوسعية للرياض وأبوظبي" في منطقة غرب أفريقيا، خاصة موريتانيا، وهو ما كان أحد أسباب التصريحات الغاضبة لوزير الخارجية المغربي "ناصر بوريطة"، في أواخر مارس/آذار الماضي.

وأكدت المصادر أن أبوظبي والرياض تخططان حالياً لإرساء حضور سياسي وعسكري كبير لدى جار المغرب في الجنوب (موريتانيا) عبر ضح استثمارات ضخمة.

ومن ضمن تلك الاستثمارات الإماراتية، بناء ميناء في مدينة نواذيبو العاصمة الاقتصادية الموريتانية، وهو الميناء الذي تتقدم التحضيرات لتشييده بعد أن وقعت اتفاقية بنائه في أبريل/نيسان 2018 بين السلطات الموريتانية وشركة صينية.

وأشارت المصادر إلى أن ميناء الداخلة المغربي الذي يجري التحضير لبنائه بكلفة 10 مليارات درهم (1.38 مليار دولار)، مهدد بسياسة الإمارات الخاصة بالهيمنة على الموانئ الأفريقية.

وأكد موقع "يا بلادي"، أن "الموريتانيين زينوا للإماراتيين في أبريل/نيسان 2014، الامتيازات الكبيرة التي سيحصلون عليها، عبر الاستثمارات في منطقة نواذيبو الحرة، لكنهم لم يتمكنوا من إقناعهم، غير أن الأوضاع قد تغيرت بعد ذلك، حيث أصبح المغرب الحليف القديم والكبير للسعوديين والإماراتيين مستهدفاً"، حسب تعبير الموقع.

وأشار "يا بلادي" في الإطار نفسه إلى أن "هناك عوامل عدة أدت لبرودة العلاقات بين المغرب والسعودية والإمارات، بينها الخلافات في حرب اليمن، وصفقة القرن حول فلسطين ودعم المغرب للوصاية الأردنية على المواقع الإسلامية والمسيحية المقدسة في القدس".

ويضيف الموقع: "كل هذا هو السبب في الامتعاض الشديد الذي عبر عنه وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، يوم 28 مارس/آذار الماضي، عندما أكد أن التنسيق مع أبوظبي والرياض يجب أن يتم في الاتجاهين، ويجب ألا يقتصر على العامل الجغرافي، بل يجب أن يشمل جميع القضايا المهمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بما في ذلك الأزمة الليبية".

وأشارت المصادر، التي نقل عنها الموقع هذه المعلومات، إلى أن الهيمنة الإماراتية - السعودية على الجار الجنوبي (موريتانيا) قد تطورت بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة، فبالإضافة إلى المعلومات الخاصة بميناء نواذيبو، تحدثت المصادر التي كذبها رسميون موريتانيون، عن مشروع إقامة قاعدة عسكرية سعودية في موريتانيا.