دافع الباحث الصيني الذي زرع جينات بشرية في أدمغة القردة عن تجربته التي قسمت المجتمع العلمي بشدة، وسط انتقادات شبهت تجربته بأفلام الخيال العلمي الشهيرة "كوكب القرود".
دفاع صيني
ويهدف البحث الذي أجرته عدة جامعات بقيادة معهد "كونمينغ" لعلم الحيوان في جنوب غرب الصين إلى إلقاء مزيد من الضوء على العملية التطورية التي أدت إلى الذكاء البشري.
وقالت الورقة البحثية إن حجم المخ والمهارات المعرفية هما أكثر السمات التي تغيرت جذريًا في البشر أثناء التطور، ومع ذلك تظل الآليات الوراثية الكامنة وراء هذه التغييرات الخاصة بالبشر بعيدة المنال، وإن هذه المرة الأولى التي تجري فيها هذه الدراسة.
وقال أحد الباحثين البارزين من المعهد، إن التجربة تمت مراجعتها من قبل مجلس أخلاقيات الجامعة ولم تتبع فقط أفضل الممارسات العلمية الصينية والدولية، ولكن أيضًا المعايير الدولية لحقوق الحيوان، مضيفاً: "على المدى الطويل، ستوفر مثل هذه الأبحاث الأساسية معلومات قيمة لتحليل مسببات أمراض الدماغ البشرية وعلاجها (مثل مرض التوحد) الناجم عن نمو المخ غير الطبيعي".
انتقادات حادة
لكن العلماء الذين ناقشوا منذ زمن طويل أخلاقيات التجارب المحورة جينياً على القردة قالوا إن التجربة تقود الباحثين إلى "طريق محفوف بالمخاطر".
يعد هذا هو الجدل الثاني المتعلق بالجينات الذي يتعلق بالباحثين في الصين في أقل من 6 أشهر، ففي نوفمبر/تشرين الثاني، زعم عالم صيني أنه خلّق أول أطفال في العالم تعرضوا لتحرير الجينات، ما أثار غضبًا دوليًا.
أما الدراسة الحالية فقد تم زرع نسخ من جين MCPH1 البشري في 11 قرداً، وهو مؤشر مهم على "نمو الدماغ وتطور المخ"، وأظهر تحليل سلوك القرود وفسيولوجيتهم أنهم تطوروا بطريقة تشبه الإنسان أكثر، مع ذاكرة أفضل على المدى القصير ووقت رد فعل أسرع مقارنة مع مجموعة المراقبة، كما استغرقت أدمغتهم وقتًا أطول في التطور، بطريقة مشابهة للبشر.
كوكب القرود
وقامت عالمة الأخلاقيات الحيوية بجامعة كولورادو؛ "جاكلين غلوفر"، بمقارنة التجربة بفيلم الخيال العلمي المسمى "كوكب القردة"، الذي تهزم فيه قردة أذكياء البشر، مضيفة أن "أنسنتهم مؤذية، فأين سيعيشون؟ وماذا سيفعلون؟ لا تخلق كائناً لا يمكن أن يكون له حياة لها معنى".
لكن العالم الصيني "سو" اتهم النقاد الغربيين، بالنفاق والتهور، قائلاً إن المشروع تم تقييمه بشكل غير عادل من خلال صور نمطية عن الأبحاث الصينية، وأنه سيواصل الاستكشاف.
