لماذا تتفق روسيا والولايات المتحدة على دعم حفتر؟

الاثنين 22 أبريل 2019 03:04 م

هناك القليل الذي تتفق عليه روسيا والولايات المتحدة في هذه الأيام. وقد يكون أمير الحرب الليبي؛ "خليفة حفتر"، أحد هذه الاستثناءات النادرة.

ومع شن "حفتر" هجومه على طرابلس الشهر الماضي، واحتدام القتال بين جيشه الوطني الليبي والحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة جنوبي البلاد، عرقلت كل من روسيا والولايات المتحدة الدعوة لوقف إطلاق النار رسميا في مجلس الأمن الدولي.

عارضت روسيا، التي انضمت إلى حلفاء الولايات المتحدة بما في ذلك الإمارات والسعودية ومصر وفرنسا في دعم "حفتر"، بسبب قبضته على موارد النفط الليبية، وتأكيداته أن الإسلاميين يسيطرون على حكومة طرابلس، مشروع القرار البريطاني الذي ألقى باللوم على "حفتر" وميليشياته.

ولم تقدم الولايات المتحدة أي سبب لاعتراضها. ومع ذلك فهي تشاطر روسيا نفورها من الإسلاميين، ومن الواضح أنها لم ترغب في المخاطرة بإغضاب بعض أقرب حلفائها في الشرق الأوسط الذين يدعمون "حفتر"، خاصة في الوقت الذي تحقق فيه الأمم المتحدة في مزاعم بأن الإمارات قد شحنت أسلحة إلى "حفتر"، في انتهاك للحظر الدولي.

وفي وقت لاحق صارت النوايا الأمريكية أكثر وضوحا حين تلقى "حفتر" اتصالا شخصيا مثيرا للجدل من الرئيس الأمريكي؛ "دونالد ترامب".

وتتجاوز أهمية الاتفاق الأمريكي الروسي بشأن القيمة الجيوسياسية لـ"حفتر" حدود ليبيا. وهو مؤشر حول تواطؤ "ترامب" والرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" ضمنيا على صياغة نظام عالمي جديد، بأسس مختلفة.

ويعكس تفضيل "ترامب" و"بوتين" لرجل لديه سجل مشكوك فيه في مجال حقوق الإنسان، وحاكم ديكتاتور محتمل، اعتقاد الزعيمين بأن الاستقرار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يضمنه الحكم الاستبدادي، أو بعض الديمقراطية الصورية التي يتحكم فيها رجال ذوو خلفيات عسكرية.

ويعد أبرز معتنقي هذه الرؤية في المنطقة هو ولي عهد أبوظبي؛ "محمد بن زايد"، الذي يرى أن الاستقرار الاستبدادي هو أفضل طريقة لمواجهة الثورات العربية الشعبية، التي اجتاحت المنطقة في عام 2011، والتي تكررت مؤخرا في الجزائر والسودان.

وفيما وراء تفهم "ترامب" و"بوتين"، يبدو أن هناك اتفاقًا ضمنيًا بين قادة العالم غير الليبراليين والمستبدين حول قيم جديدة لنظام عالمي جديد. وفي هذا النظام تدور الصراعات مثل ليبيا حول تقسيم كعكعة النفوذ وليس حول المفاهيم والقيم مثل حقوق الإنسان وحقوق الأقليات.

ويخدم دعم موسكو لـ"حفتر" رؤية روسيا الأوسع للشرق الأوسط وشمال أفريقيا كمجال يمكنها فيه تحدي الولايات المتحدة بنجاح، حتى لو اتفق "ترامب" و"بوتين" على الجانب الذي يجب دعمه في حرب أهلية ليبية تتفاقم بسبب تدخل القوى الأجنبية.

ويجادل عالم الأمن القومي؛ "ستيفن بلانك"، بأن استراتيجية "بوتين" متجذرة في تفكير "يفكيني بريماكوف"، وهو خبير روسي في الشرق الأوسط، ونائب سابق لرئيس الوزراء.

يرى "بريماكوف" أن الشرق الأوسط ساحة رئيسية لمواجهة الولايات المتحدة، يمكن أن تمكن روسيا، التي أضعفها زوال الاتحاد السوفيتي والمشاكل الاقتصادية، من استعادة مكانتها كقوة عالمية وإقليمية، والتأكد من أنها ستكون أحد الأقطاب البارزة في عالم متعدد الأقطاب.

ومن أجل إعادة تأكيد عظمة روسيا، يستهدف "بريماكوف" و"بوتين" في نهاية المطاف حرمان واشنطن من الدور المهيمن في الشرق الأوسط، حيث يمكن لواشنطن أم تمد نفوذها إلى دول الاتحاد السوفيتي السابق.

ويعتقد "بريماكوف" و"بوتين" أنه إذا نجحت روسيا فسوف تجبر الولايات المتحدة على التنازل عن التعددية القطبية، وتمنح روسيا الاعتراف الذي تستحقه. وهذا بدوره سيسمح لـ"بوتين" بأن يُظهر للنخبة الروسية قدرته على استعادة مكانت البلاد كقوة عظمى.

وعرضت سوريا على روسيا الفرصة لإظهار قوتها العسكرية. وفي الوقت نفسه، عززت روسيا نفوذها السياسي والاقتصادي عبر التحالف مع تركيا والشراكة مع إيران. وقال "بلانك" إن هذا النهج ساعد في تهدئة النفوذ التركي والإيراني في القوقاز وآسيا الوسطى.

وفي ليبيا تتبع روسيا نهجا يمزج بين الانخراط مع الميلشيات المسلحة التي يقودها "حفتر"، مع إبقاء الخطوط مفتوحة مع حكومة الوفاق الوطني، التي تتخذ من طرابلس مقراً لها. وهي تسعى لوضع نفسها - بدعم من الإمارات والسعودية ومصر - باعتبارها الوسيط المحتمل الذي يحافظ على العلاقات مع كل من جانبي الأزمة. 

المصدر | جيمس دورسي- لوب لوغ

  كلمات مفتاحية

35 مرتزقا روسيا قتلوا في ليبيا الشهر الماضي