وضعت كرة القدم الكاميرونية آمالها في الاحتفاظ بلقب كأس أمم أفريقيا للمرة الثانية تواليا والسادسة في تاريخها على كاهل المدير الفني الهولندي "كلارينس سيدورف".

ورغم أن "سيدورف" لا يمتلك كمدرب سيرة ذاتية مميزة، فقد تولى تدريب آ سي ميلان الإيطالي وشانزيهين الصيني وديبورتيفو لاكرونيا الإسباني في 51 مباراة فقط، ولم يحقق أي لقب، إلا أنه كلاعب يمتلك مسيرة أكثر من رائعة، فقد دافع عن ألوان العديد من الأندية أبرزها ميلان وريال مدريد وآياكس، وتوج بالكثير من الألقاب أبرزها دوري أبطال أوروبا (5 مرات).

ولد "سيدورف" في سورينام، ذلك البلد الذي لا يلتفت إليه أحد في شمال أمريكا الجنوبية، مثلها مثل تلك المناطق تم اكتشافها عن طريق المستكشفين الأوروبيين، وبعد العديد من النزاعات انتهى الأمر بكون سورينام مستعمرة هولندية.

وتعاملت هولندا مع سورينام على كونها مستعمرة للعبيد؛ حيث جلبت الآلاف من أفريقيا كعبيد للعمل في زراعة البن والكاكاو، إلا أن هؤلاء الأفارقه تمردوا على كل ذلك واستطاعوا أن يهربوا داخل الغابات وينالوا حريتهم.

عرف "سيدورف" منذ صغره قيمة أن تنال فرصة وحيدة لن تعوض لكي تصبح في وضع أفضل، تمامًا مثلما فعل جدوده في السابق، وهاجر صحبة والده إلى هولندا وهو لم يكمل عامه الثاني، وتربى في أسرة تؤمن بالفرص.

وظهرت موهبته واضحة تمامًا للجميع؛ فهذا الولد سيصبح لاعب كرة قدم، لكنه كان يملك تصميما مثيرا أن يصبح أفضل، وفي تلك المرحلة كان الأفضل في هولندا هو فريق أياكس أمستردام بالطبع.

التحق "سيدورف" بأياكس أمستردام وهو في سن صغيرة، ثم بدأ في التطور بشكل مذهل؛ ففي عمر الخامسة عشر رفض عرضا من العملاق ريال مدريد الإسباني بعد أن تشاور مع أسرته.

والمثير هنا أنه بعد سنة واحدة شارك بالفعل في الفريق الأول لأياكس أمستردام، وكان عمره 16 عامًا و211 يومًا فقط، ليصبح أصغر لاعب يشارك في الفريق الأول على الإطلاق.

تألق "سيدورف" رفقة أياكس لمدة ثلاثة مواسم ثم قرر أن يرحل خارج هولندا عبر فريق سامبدوريا الإيطالي، لم ينتظر ريال مدريد كثيرًا ليستقدم تلك الموهبة التي وضع عينه عليها منذ سنوات.

وبعد موسم وحيد مع سامبدوريا رحل ليلتحق بصفوف فريق العاصمة الإسبانية لثلاثة مواسم، عاد بعدها إلى إيطاليا عبر بوابة إنتر ميلان والذي فرط فيه بعد ثلاثة مواسم أخرى للغريم ميلان حيث بقي يدافع عن ألوان الروسونيري لعشرة أعوام.

أبهر "سيدورف" الجميع في ملاعب أوروبا وشغل كل مراكز خط الوسط بلا استثناء معتمدًا على مهاراته وقوته البدنية، وقدرة هائلة على الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط ودقة مميزة في التمرير.

واستطاع "سيدورف" أن يحقق دوري أبطال أوروبا (5 مرات) مع 3 فرق مختلفة كأول لاعب كرة قدم يستطيع تحقيق ذلك الرقم الصعب.

وبعد انقضاء الموسم العاشر لـ"سيدورف" رفقة فريق أي سي ميلان حصل على بعض العروض التي تبدو مناسبة للاعب على وشك الاعتزال مثل اللعب في أمريكا أو موسم أخير مع فريق الوسط ويستهام الإنجليزي، لكن كان هناك عرض أخير لا يقدم إلا له، لقد عرض عليه أن يلعب في الدوري البرازيلي رفقة فريق بوتافوغو.

استطاع "سيدورف" وهو في السادسة والثلاثين أن يحيي بوتافوغو العريق، ربما لم يحقق الكثير من الألقاب لكنه كان محور الفريق وتحسن أداء الفريق كثيرًا من خلاله.

وخلال مسيرته توج "سيدورف" بـ22 بطولة، أبرزها دوري أبطال أوروبا (5 مرات) وكأس إنتركونتننتال (3 مرات) وكأس العالم للأندية (مرة واحدة).