وول ستريت جورنال تكشف أهداف السعودية والإمارات في السودان

الأحد 28 أبريل 2019 02:04 م

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن الرياض وأبوظبي تريان فرصة في أحداث السودان لتقوية مصالحهما الاستراتيجية في القرن الأفريقي، والمتمثلة في إبقاء إيران بعيدة عن البحر الأحمر، وتقليص الطموحات التركية والقطرية بالمنطقة، والإبقاء على وجود عسكري سوداني إلى جانبهما في الحرب على اليمن.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن قنوات الحوار الخلفية بين جنرالات الخرطوم والسعودية والإمارات، قد تكون هي ما سيحدد المرحلة المقبلة للسودان، وليس التظاهرات الشعبية.

وفي هذا الصدد، رأت "إليزابيث ديكينسون"، وهي خبيرة في شؤون المنطقة في "مجموعة الأزمات الدولية"، أن "الكثير من القضايا المهمة للخليج تجتمع في السودان: المسألة الإيرانية، الإخوان المسلمون، اليمن، ساحل البحر الأحمر، الأمن الغذائي، ولذلك فإن الجميع يشعر بأن السودان هو البلد الذي يحتاج أن يكون إلى جانبه".

وبعد أيام من عزل "البشير"، منحت الإمارات والسعودية 3 ملايين دولار كمساعدات للسودان لتسيير مرحلته الانتقالية، ما شكل هدية غير متوقعة للمجلس العسكري، بالرغم من أن البلد يقترب من حالة الإفلاس.

وتتضمن الهبة 500 مليون دولار كوديعة بالمصرف المركزي لوقف تدهور العملة السريع.

وتنبه المتظاهرون لتحركات أبوظبي والرياض، فحملوا لافتات ضد العاصمتين الخليجيتين، محذرين إياهما من أنهما "لن تتمكنا من تحديد مستقبل" السودان.

ويأتي التدخل الإماراتي والسعودي بعد سنوات كان فيها "البشير" حليفا متقلبا لهذين البلدين، متقربا منهما لتحصيل المال فقط، ومقدما "نصف ولاء" للسياسة التي يتبعانها، وعندما لجأ إليهما عند اشتداد التظاهرات ضده، ووجه بالصد.

لكن الرياض وأبوظبي تريان "وجوها صديقة" في الطغمة العسكرية الموجودة الآن في الخرطوم. فرئيس المجلس الانتقالي العسكري "عبد الفتاح البرهان"، نسق إرسال قوة عسكرية لليمن لحماية القوات الإماراتية.

أما نائبه الجنرال "محمد حمدان دقلو"، فهو قائد قوات الدعم السريع، وهي فرع من ميليشيا الجنجويد المتهمة بارتكاب جرائم حرب في دارفور. "دقلو"، المعروف أكثر بـ"حميدتي"، قاد قوات لليمن، ويعتبر حليفا للإماراتيين والسعوديين.

وتطالب الولايات المتحدة وبريطانيا بانتقال سريع في السودان للحكم المدني، لكن تأثيرهما يبدو ضعيفا في بلد ظل طويلا معزولا عن الساحة الدولية.

أما اهتمام السعودية والإمارات بالسودان فليس جديدا، فهما استثمرا كثيرا في هذا البلد، وقدما له أموالا طائلة، وصلت إلى 6.3 مليارات دولار منذ العام 2016، كعربون شكر على تخلي الخرطوم عن علاقة وثيقة طويلة كانت له مع إيران.

كما تسعى أبوظبي والرياض لحماية عشرات المليارات صرفت كاستثمارات في قطاع الزراعة السوداني، الذي يعتبر مصدرا مهما لأنواع من الغذاء تحتاجانها للاستهلاك في بلديهما.

ويعتبر السودان دولة أساسية في الصراع الأكبر للنفوذ في شمال أفريقيا ومنطقة القرن الأفريقي. 

وفي ليبيا، وعدت السعودية بإنفاق ملايين الدولارات لدعم حملة الجنرال "خليفة حفتر" العسكرية، ضد السلطة المنافسة له في الغرب.

وفي إريتريا، طور البلدان قاعدة عسكرية ضخمة تدعم حربهما على اليمن، كما للإمارات قاعدة عسكرية في أرض الصومال.

وكان "البشير" قد نقل ولاءه في العام 2014 من إيران إلى السعودية، لكنه ظل في الوقت ذاته يقبل الأموال من قطر وتركيا. ورغم ذلك، يبقى الحراك على صوت واحد: "نريد أن ندير دفة أمورنا بأنفسنا".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية والإمارات ترسلان سفينة أسمدة زراعية للسودان

مخاوف من تدخلات إماراتية في السودان بعد مظاهرات كسلا