لماذا تسعى دول الخليج لتطبيع علاقاتها مع (إسرائيل)؟

الثلاثاء 30 أبريل 2019 07:04 ص

نقلت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية الصادرة باللغة الإنجليزية عن وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي "أنور قرقاش" قوله: "قبل عدة سنوات، عندما كان هناك قرار عربي بعدم الاتصال بإسرائيل، كان هذا قرارًا خاطئًا للغاية".

وتوقع زيادة الاتصالات بين (إسرائيل) والدول العربية ودعا إلى تحول استراتيجي "في العلاقات العربية الإسرائيلية من شأنه أن يمكّن التقدم على جبهة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين".

لا شك في أن تصريحات "قرقاش" جاءت بتشجيع وتوجيه من ولي عهد أبوظبي الشيخ "محمد بن زايد". وفي الدول العربية، ليس من المعتاد الإدلاء ببيانات لدعم (إسرائيل) دون علم وموافقة القيادات.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يعبر فيها كبار المسؤولين في دول الخليج العربي عن دعمهم لإسرائيل ومن المعروف أن وزير الخارجية البحريني أصدر على "تويتر" بيانات مؤيدة لـ(إسرائيل) ومعادية لإيران.

في الخريف الماضي، تلقى رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" المعاملة الملكية عندما زار عمان مع رئيس الموساد، "يوسي كوهين".

وفي الأشهر الأخيرة، تنافس العشرات من الرياضيين الإسرائيليين في الأحداث الرياضية في قطر وأبوظبي، وقد عزف النشيد الوطني لـ(إسرائيل) عدة مرات في الدوحة، العاصمة القطرية. كما زار الخليج أعضاء حزب الليكود ووزراء الحكومة السابقة "يسرائيل كاتز" و"أيوب كارا" و"ميري ريجيف".

فما الذي تغير في الخليج؟ كيف تم استبدال الدعم للفلسطينيين لصالح دعم لـ(إسرائيل)؟

في الواقع، بدأ الكثيرون في الخليج يدركون أن دعمهم للفلسطينيين يضر بمصالحهم الخاصة. وبالإضافة إلى الاعتبارات العملية، أثارت حقيقة أن الفلسطينيين أصبحوا أقرب إلى إيران غضبًا في العديد من دول الخليج، التي ترى أن النظام الإسلامي عدوا وأن علاقات الفلسطينيين الوثيقة بشكل متزايد مع طهران تعد خيانة.

مهما كانت الأسباب، فإن العلاقات الدافئة بين (إسرائيل) والخليج تعد إنجازًا مهمًا يمكن أن يعزى إلى رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو".

وتهتم دول الخليج العربي بكونها جزءًا من العالم الغربي وتتعامل مع (إسرائيل) وفقًا لذلك، نظرا لأنهم يدركون أن الطريق إلى علاقات أكثر دفئًا مع الغرب والولايات المتحدة يمر عبر (إسرائيل).

وهم يتذكرون كيف حررت أمريكا الكويت من الاحتلال العراقي في أوائل التسعينيات، وهم مهتمون بالحفاظ على هذه العلاقات للحفاظ على وجود أكثر من 10 قواعد عسكرية أمريكية وبريطانية تعمل في ست دول خليجية: الكويت وقطر وعمان والسعودية والبحرين والإمارات.

وقرر غالبية زعماء الخليج التمسك بسياسة "دونالد ترامب" بشأن إيران، وكذلك موقفه من القضية الفلسطينية وإن لم يكن علنًا.

وتهدف العلاقات مع (إسرائيل) إلى ردع الإيرانيين وتوفير وسيلة للدخول إلى الولايات المتحدة. وكما هو الحال مع الدول العربية الأخرى، فإن السلام الحقيقي ليس موضع تطلعات لدول الخليج، بل هو نتيجة المصالح، وكذلك للحاجة إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار والمساعدة الأمريكية.

المصدر | مركز بيغن - السادات للدراسات

  كلمات مفتاحية

أصدقاء المصلحة.. مستقبل التطبيع بين دول الخليج وإسرائيل