إذاعة أمريكية: هذه هي دوافع السعودية لبناء مفاعل نووي

الثلاثاء 7 مايو 2019 10:05 ص

نشر موقع إذاعة "kunc" المحلية الأمريكية تقريرا تحدث فيه عن دوافع السعودية لبناء مفاعل نووي.

وجاء في التقرير أن السعودية تقوم في نواحي العاصمة الرياض ببناء مفاعل نووي أو ما تراه مستقبل الطاقة في البلاد؛ ففي مركز الملك عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا تبني الحكومة السعودية مفاعلا نوويا للأبحاث.

وسينتج المفاعل الذي صممته الأرجنتين عشرات من الكيلووات من الطاقة وهو جزء صغير مما تحتاجه المملكة، لكن خطط المملكة تضم مفاعلات تنتج طاقة بالغيغا وات.

وتبدو الخطط السعودية على الورق سلمية لإنتاج الكهرباء وتوفير الطاقة لمحطات التحلية، لكن خبراء الحد من انتشار الطاقة النووية قلقون من أن الطموحات السعودية قد تكون جزءا من المنافسة مع إيران التي حصلت على تقنية مزدوجة قد تساعدها في إنتاج الطاقة النووية.

وتدفع الولايات المتحدة وغيرها مثل كوريا الشمالية والصين بخطوات لمساعدة السعودية على البدء بمشروع نووي للأغراض السلمية.

وتقول الخبيرة في الطاقة النووية والأستاذة بجامعة جورج تاون "شارون سقاسوني" إن السؤال الأكبر هو الخلفية وراء المشروع و "هل لدينا سيطرة كافية تجعلنا نثق بالسعودية؟ خاصة أنهم كانوا واضحين في نيتهم لو ساءت الأمور مع إيران".

وحسب التقرير، فإن السعودية تقوم بالوقت الحالي بتوليد الطاقة الكهربائية من النفط والغاز، لكنها تتوقع أن يكون النفط سلعة ثمينة للتصدير ولهذا بدأت قبل عقد بمتابعة طموحاتها لبناء برنامج للطاقة النووية.

وووفقا لـ"شارون"، فإن السعودية واصلت بحثها رغم الكارثة التي حصلت في مفاعل فوكوشيما دياتشي في اليابان مع أن معظم الدول توقفت عن المشاريع النووية، لكنهم واصلوا قائلين: "انظروا، هذه خطتنا بعيدة المدى".

وأضافت أنها مندهشة قليلا من الاهتمام السعودي المتواصل بالمفاعلات النووية لكلفته العالية ولأنها تستطيع بسهولة تبني مصادر للطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية. لكن اهتمامها كما تقول الباحثة ربما ارتبط بالمنافسة الإيرانية.

وحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كان للمشروع الإيراني أبعاد عسكرية في الماضي. واليوم تملك إيران آلافا من أجهزة الطرد المركزي التي يمكن من خلالها تخصيب اليورانيوم. وبناءً على مستوى التخصيب، فيمكن لليورانيوم استخدامه في توليد الطاقة للمفاعلات النووية أو بناء القنابل النووية.

ومنذ عام 2015، تراقب الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قرب أجهزة الطرد المركزي كجزء من اتفاقية جُمد فيها مشروع إيران لتخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات، لكن القدرات النووية الإيرانية تجعل من السعودية قلقة.

وفي مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" على قناة "سي بي أس" تعهد ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" بالحصول على القنبلة النووية في اللحظة التي تحصل فيها إيران عليها. وقال المسؤولون السعوديون إن المفاعل النووي الذي يبنى خارج الرياض لا علاقة له بالقنبلة النووية.

وفي بيان لوكالة بلومبرغ الشهر الماضي أكدت وزارة الطاقة والصناعة والتعدين السعودية أن المفاعل هو للأغراض السلمية.

وأكدت الوزارة أن المشروع يلتزم بالكامل بقوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأطر الدولية التي تغطي الطاقة النووية واستخدامها السلمي.

ويقول مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد أبحاث السياسة الخارجية "أرون ستين" إن المفاعل صغير وطاقته منخفضة "وهذا ليس شيئا يمكن للبلد استخدامه في برنامج نووي".

وفي الحقيقة من الصعوبة بمكان استخدام مفاعلات للطاقة النووية كبيرة لأغراض السلاح النووي. لكن السعودية لا تزال هادئة حول رغبتها بالحصول على أجهزة الطرد المركزي، وهذه قانونية وتستخدم لتخصيب اليورانيوم إلا أن "ستين" يرى أن متابعة السعودية للبرامج النووية سيرسل رسائل قلقة في المنطقة. فالخطوة ستفسر على أنها تحرك للحماية والتفكير ببناء أسلحة نووية بعد ذلك.

وتفكر إدارة الرئيس "دونالد ترامب" بتوقيع اتفاقيات للمفاعلات النووية، لكن "شارون" ترى ضرورة ضبط الاتفاقيات، وتأمل بحصول الولايات المتحدة على تأكيدات بعدم استخدام السعودية المفاعلات لإنتاج السلاح النووي.

ولم يتسن الحصول على تعليق من السفارة السعودية في واشنطن بخصوص هذا التقرير.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية تستغني عن فرنسا وتلجأ إلى الصين لتطوير مفاعلات نووية