قال المرشد الأعلى الإيراني "علي خامنئي" إنه لن تكون هناك حرب بين طهران وواشنطن رغم التوترات الراهنة، نافيا إمكانية التفاوض مع الولايات المتحدة. 

وخلال استقباله كبار المسؤولين الإيرانيين، الثلاثاء، قال "خامنئي" إن "هذا الصراع ليس عسكريا؛ لأنه من المفترض أن لا تقع حرب، لا نحن نسعى للحرب، ولا الأمريكيين، لأنهم يدركون أنها ليست بمصلحتهم".

 وأضاف، وفق وكالة "فارس" الإيرانية، أن "هذا الصراع هو صراع الإرادات، وإرادتنا أقوى؛ لأنه فضلا عن إرادتنا فإننا نتوكل على الله".

واعتبر "خامنئي" أن التفاوض مع أمريكا بمثابة "السم"، موضحا أن "الأمريكيين يريدون التفاوض حول الصناعات الدفاعية الإيرانية، وتقليل مدى الصواريخ (الباليستية)، كي لا تتمكن إيران من الرد عليهم إذا قاموا بالاعتداء عليها".

واستطرد: "إذا فمبدأ التفاوض خاطئ (...) هؤلاء (الأمريكيون) أشخاص غير محترمين، ولا يلتزمون بأي شيء، وبطبيعة الحال فإن أياً من العقلاء الإيرانيين لا يسعى إلى التفاوض"، لافتا إلى أن خيارهم الأخير في مواجهة سياسات واشنطن هو "المقاومة"، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل عما يعني بها.

وتتزامن تصريحات المرشد الأعلى الإيراني، التي تستبعد وقوع مواجهات عسكرية مع واشنطن، مع تصريحات مشابهة لوزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"، الثلاثاء، أكد فيها أن بلاده لا تسعى لحرب مع إيران، مشددا في الوقت ذاته على أن واشنطن "سترد بالشكل المناسب" حال تعرض مصالحها لهجوم.

وتابع "بومبيو"، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقب جلسة مباحثات مع نظيره الروسي "سيرغي لافروف" في سوتشي الروسية: "لا نرى احتمالا لنشوب حرب مع إيران ونريدها أن تتصرف كدولة طبيعية".

 بدوره نفى الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، الثلاثاء، تقريرا لصحيفة "نيويورك تايمز"، قال إنه يعتزم إرسال 120 ألف جندي لمواجهة عسكرية إيران.

إلا أن الرئيس الأمريكي أكد في الوقت ذاته استعداد بلاده لإرسال أكثر من ذلك العدد إذا تطلب الأمر، قائلا: "هل يمكن أن أفعل ذلك؟ بالتأكيد. ولكننا لم نخطط لذلك. آمل أن لا نضطر إلى التخطيط لذلك. لكن إذا فعلنا فنسرسل عددا أكبر بكثير" من الجنود.

وتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ أن انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015، وأعادت فرض عقوبات مشددة على طهران. وتضاعف التوتر في الأيام الأخيرة، بعدما أعلنت "بنتاغون" إرسال حاملة الطائرات "أبراهام لنكولن"، وطائرات قاذفة إلى الشرق الأوسط، بزعم وجود معلومات استخباراتية بشأن استعدادات محتملة من قبل طهران لتنفيذ هجمات ضد القوات أو المصالح الأمريكية.