نائبة نمساوية ترتدي الحجاب بعد قرار حظره في المدارس

الجمعة 17 مايو 2019 11:05 ص

ارتدت النائبة النمساوية "مارثا بيسمان"، الحجاب أثناء نقاش حول مشروع قانون يمنع الحجاب في المدارس الإبتدائية في بلادها.

وعقب ارتدائها الحجاب قالت النائبة المعروفة بنشاطاتها النسوية لحفظ حقوق المرأة وحريتها: "نعم، انظروا إليّ، ماذا تعتقدون أنه قد تغير فيّ بعدما ارتديت هذا الوشاح؟".

وعلقت "مارثا" خلال لبسها الحجاب: "ألست أنا مارثا بيسمان؛ المهندسة والمختصة في علوم البيئة والنائبة في البرلمان النمساوي؟ المدافعة الحرة والمنفتحة على حقوق النساء؟ والمقتنعة بشدة بأن كل إنسان يولد حرا؟".

وأضافت: "لقد كان لي شرف الكبير في الأشهر الماضية بالتعرّف إلى نساء مسلمات رائعات. أنتم ترغبون في معاقبة هؤلاء النساء، اللائي بينهن طبيبات ومدرسات وعالمات فيزياء وموظفات وعاملات.. أمهات وبنات، إنهن ناجحات جداً في المجتمع ومندفعات. الحجاب لا يثنيهن عن تحقيق مسيرتهن المهنية".

وخاطبت النواب في البرلمان بقولها: "تحدثوا إلى النساء المسلمات عوضا عن الحديث عنهن. نستطيع التعلّم الكثير من النساء المسلمات كقيم مثل التسامح والتضامن، وهي قيم راسخة في أوساط الجالية المسلمة بالنمسا".

والأربعاء الماضي، أقر مجلس النواب النمساوي مشروع قانون قدمه الائتلاف الحكومي اليميني، يحظر ارتداء الحجاب في المدارس الابتدائية.

وشهدت جلسة الجمعية العمومية بالمجلس نقاشات حادة حول مشروع القانون، الذي تم تمريره بأصوات حزب الحرية اليميني المتطرف وحزب الشعب (يمين الوسط)، رغم تصويت حزبي المعارضة "الديمقراطي الاجتماعي" و"نيوس" ضده.

وقال نواب المعارضة، خلال الجلسة، إن القانون لن يساعد على الاندماج، وسيؤدي إلى التفرقة.

وأدى رفض المعارضة التصويت لصالح مشروع القانون إلى تمريره على أنه قانون عادي، وليس بندا قانونيّا بحكم الدستور، كما كان يأمل الائتلاف الحكومي، وهذا يتيح إمكانية إحالة القانون إلى المحكمة الدستورية لإلغائه.

عمدة فيينا يستنكر

وندد عمدة العاصمة النمساوية فيينا، "ميشيل لودويغ"، بالعنصرية والتمييز على أساس الدين المتصاعدين في بلاده، قائلا إن هذا النوع من التحريض على المسلمين يدعو للقلق.

جاء ذلك خلال مشاركته في حفل إفطار رمضاني، الثلاثاء، بالعاصمة النمساوية، دعا فيه مجتمع بلاده للوقوف صفا واحدا ضد التحريض على المسلمين، وقال أيضا إنه ينبغي على النمساويين ألا يكنّوا مشاعر عدائية أو عنصرية ضد من يختلف معهم في الدين.

وحث "لودويغ" جميع النمساويين والجالية المسلمة في البلاد على بذل جهود متبادلة للعيش معا بوئام وسلام.

كما أكد أن بلاده تعترف رسميا بالدين الإسلامي؛ لافتا إلى وجود 700 ألف مسلم على الأقل يقيمون في البلاد، من إجمالي عدد السكان البالغ 8.773 مليون نسمة.

وعبّر أيضا عن امتعاضه وقلقه من العنصرية في النمسا، قائلا إن رؤية أناس يعانون من العنصرية والتمييز بسبب معتقداتهم الدينية في النمسا أمر يثير قلقه بشدة.

المسلمون يمرون بأوقات صعبة

بدوره، أعرب رئيس الجالية المسلمة في النمسا، "أوميت فورال"، عن شكره لعمدة فيينا، على تنظيم بلديته لوجبة الإفطار الرمضانية.

وقال إن المسلمين يمرون بأوقات عصيبة في النمسا وأن البلاد بحاجة إلى سياسة واعية أكثر من أي وقت مضى في وقت تتزايد فيه الاستفزازات والتحريض ضد المسلمين.

وأكد أن السياسة ليس من شأنها أن تقرر في ما ينبغي على الناس ارتداؤه.

يشار أن النمسا شهدت العام الماضي ألفا و920 حادثة عنصرية، بحسب تقرير محلي صدر في مارس/آذار الماضي.

وقالت منظمة الشجاعة المدنية ومكافحة العنصرية "زارا"، النمساوية (غير الحكومية)، إن نحو 60% من حوادث الكراهية والعنصرية حصلت عبر الإنترنت.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

بعد الابتدائية.. النمسا تستهدف حظر الحجاب بمدارس الثانوية