أزمة بين أنقرة وباريس تثيرها المدارس التركية بفرنسا

الاثنين 20 مايو 2019 05:05 ص

في إطار خطة تركية لإنشاء مدارس بفرنا، تزور بعثة تركية، الإثنين ,الثلاثاء، الثانويات الدولية هناك، لاستلهام تجربتها، وهي الخطوة التي تثير أزمة دبلوماسية بين أنقرة وباريس.

والأسبوع الماضي، قال المتحدث باسم الخارجية التركية إن "المفاوضات الجارية مع الجانب الفرنسي لفتح مدارس تركية في فرنسا طبقا للنظام التعليمي الفرنسي؛ تهدف إلى تكريس مبدأ المعاملة بالمثل حيث توجد مدارس فرنسية مشابهة في تركيا".

جاء ذلك ردا على وزير التعليم الفرنسي "جان ميشيل بلانكير"، الذي أكد معارضة حكومة بلاده لرغبة الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، في فتح مدارس تركية في فرنسا.

واعتبر الوزير الفرنسي أن تركيا "أدارت ظهرها للعلمانية التي ميزت تاريخها منذ عقود، واتجهت إلى طريق الأصولية الدينية والتوسع".

وأبدى الرئيس التركي بشكل متكرر، خلال السنوات الخمس الماضية رغبته في إنشاء مدارس تركية في فرنسا ودول أوروبية، حسبما نقلت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية عن مدير الدراسات بالمدرسة العليا للدراسات الاجتماعية، المتخصص في الشأن التركي؛ "حميد بوزارسلان".

وأضاف "بوزارسلان" أن الهدف من هذا المسعى "توسيع نفوذه (أردوغان) السياسي على الجاليات التركية في الخارج، والتي تشكل خزانا انتخابيا مهما".

وأكد الخبير الاقتصادي والمحلل السياسي التركي "أحمد إنسيل"، أهمية موضوع المدارس بالنسبة للعلاقات بين فرنسا وتركيا، حيث يشكل نوعا من التحدي في سياق يتسم بالتوتر بين البلدين.

ويرى مراقبون أن سبب الأزمة ليس مسألة زيادة عدد المدارس التركية، فهو أمر لا يستدعي تدخلا رسميا، نظرا لوجود مدارس تركية خاصة، بالفعل، تدرس طبقا للمناهج التركية في عدة مدن فرنسية؛ مثل سترازبورغ وليون وبوردو.

وإنما يبقى التحدي الحقيقي، وفق مراقبين، يدور حول تشريع كلية دينية تركية، تأسست بشكل غير رسمي عام 2015 في مدينة سترازبورغ، لتكوين الأئمة الأتراك الناطقين باللغة الفرنسية، حيث طرحه "أردوغان" بشكل رسمي في أكتوبر، تشرين الأول الماضي، ولكن باريس تجاهلت الملف.

دفع التجاهل الفرنسي الأتراك إلى ممارسة ضغوط على باريس، شملت زيارة بعثة تركية، الشهر الماضي، للمدارس الثانوية الفرنسية على أراضيها، للتأكد من "الأساس القانوني الذي تتبعه هذه المؤسسات لتعليم الطلاب الأتراك، ومدى التزامها بقيم المجتمع التركي"، الأمر الذي بدا نوع من التلويح بمبدأ "المعاملة بالمثل"، الذي أشار إليه متحدث الخارجية التركية.

وتشهد العلاقات التركية الفرنسية توترات مؤخرا، حيث انتقد الرئيس الفرنسي؛ "إيمانويل ماكرون" ما وصفه بـ"مذابح الأرمن"، التي تنكرها تركيا، فيما وصف "أردوعان" نظيره الفرنسي بأنه "مبتدئ" في السياسة، وأن فرنسا نفسها قامت بـ"إبادة" في الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية، وشاركت في الإبادة التي حصلت في رواندا.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

مفاوضات صعبة لإنشاء 3 مدارس تركية بألمانيا