كشف وكالة "رويترز"، نقلا عن مصادر مطلعة، أن تركيا توقفت عن استيراد النفط الإيراني، منذ مطلع مايو/أيار الجاري، رغم انتقاداتها للعقوبات الأمريكية على طهران؛ حيث بدأت في إيجاد موارد بديلة.

وأوضحت المصادر أن "توبراش"، أكبر شركة تكرير تركية، ضغطت على واشنطن لتمديد إعفاء الواردات قبل انتهائه في أول مايو/أيار، مضيفا أنه حينما لم تمددها الولايات المتحدة أوضحت الشركة أنها ستُوقف جميع الواردات من إيران.

وتظهر وحدة "رويترز" للبيانات المالية والمخاطر، المعروفة بـ"رفينيتيف"، عدم استقبال الموانئ التركية لأي ناقلة نفط إيرانية منذ بداية الشهر الحالي.

واستشهد المحلل النفطي لدى "رفينيتيف"، "إحسان الحق"، بواقعة، قال فيها إنه بعد انتهاء الإعفاء الأمريكي لثمان دول لشراء النفط الإيراني، نهاية أبريل/نيسان المنصرم، بأربعة أيام، كانت هناك ناقلة تحمل 130 ألف طن من الخام الإيراني في طريقها عبر البحر المتوسط إلى تركيا.

وأشار إلى أن الناقلة غيرت مسارها، وأغلقت نظام التتبع، ورجح محللون، استنادا إلى صور الأقمار الصناعية، أن تكون الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء بانياس السوري.

ورغم الانتقادات التركية للعقوبات الأمريكية على إيران، التي تستهدف تصفير صادرتها من النفط، يبدو أن أنقرة استعدت لإنهاء الإعفاءات من خلال موارد نفطية بديلة.

إذ قال مسؤول تنفيذي بقطاع النفط التركي، طلب عدم الكشف عن هويته، إن "توبراش"، التي تستهلك معظم واردات تركيا من النفط الخام، عادت إلى نهجها القديم الذي اتبعته عامي 2012 و2013، حين دفعتها عقوبات أمريكية سابقة على إيران إلى زيادة الإمدادات من العراق وروسيا.

وأردف: "هي القصة ذاتها... يستوردون هذه المرة مزيدا من النفط من قازاخستان"، مضيفا أن الواردات من قازاخستان سجلت أعلى مستوياتها خلال عشرين عاما في فبراير/شباط.

وقبل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، في مايو/أيار 2018، كانت تركيا تستورد 912 ألف طن في المتوسط من الخام الإيراني شهريا، بما يعادل 47% من إجمالي وارداتها النفطية، إلا أنها، ومع إعادة العقوبات الأمريكية على طهران، استوردت في أربعة أشهر، منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2018، 209 آلاف طن في المتوسط شهريا، أي 12% فقط من إجمالي احتياجاتها، وفقا لـ"رويترز".

ولم تكن التقارير الرسمية التركية بعيدة كثيرا عن النسبة التي أشارت إليها "رويترز"؛ فقد أظهر أحدث تقرير من الجهة المنظمة لقطاع الطاقة التركي أن الخام الإيراني شكل 15% من استهلاك تركيا النفطي في فبراير/شباط، مقابل 23% من النفط العراقي، و20% من الروسي، و16% من نفط قازاخستان.

والإثنين، أوقفت أفعانستان استيراد المنتجات النفطية من إيران رسميا، استجابة للعقوبات الأمريكية على طهران، ما يعد ضربة قوية لسوق النفط الإيراني، الذي تعد كابول أحد أفضل عملائه.

ويمثل حظر تصدير النفط الإيراني ضربة قاسمة لطهران، التي تعتمد في 70% من موازنتها الكلية على مبيعات ودخل الصادرات النفطية، كما يفتح الباب أمام زيادة التهريب بشكل كبير.