وصل نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي بالسودان، الفريق أول "محمد حمدان دقلو"، المعروف باسم "حميدتي"، إلى مدينة جدة السعودية، مساء الخميس، في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه.

جاء ذلك في بيان صادر عن المجلس العسكري السوداني، دون تحديد مدة الزيارة أو غرضها.

وكان في استقبال "حميدتي" بمطار الملك عبدالعزيز، أمير منطقة مكة المكرمة "خالد الفيصل"، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).

فيما ذكرت صحيفة الانتباهة السودانية (محلية) أن زيارة نائب رئيس المجلس العسكري السوداني "للمشاركة في قمة عربية طارئة دعت إليها السعودية لبحث الاعتداءات التي تعرضت لها ناقلات نفط مؤخراً في الخليج" نهاية الشهر الجاري.

والفريق "حمدان" هو أبرز وجوه تشكيلة المجلس الانتقالي، الذي يرأسه الفريق أول "عبدالفتاح البرهان"، ويرأس قوات الدعم السريع التي تشارك في حرب اليمن بآلاف الجنود، ضمن تحالف عاصفة الحزم الذي تقوده السعودية، لقتال جماعة الحوثي.

وقتل المئات من قوات الدعم السريع، في حرب اليمن، وعقب سقوط نظام "عمر البشير"، طالب المحتجون في السودان بعودة جنودها، بيد أن المجلس العسكري الانتقالي، أعلن بقاءها.

وقبيل وصوله إلى السعودية، شدد "حميدتي" على أن المجلس العسكري يرغب في ضمان عملية الانتقال السلمي بالسودان في أسرع وقت ممكن، وفقا لما نقلته صحيفة الأهرام المصرية.

ومنذ 6 أبريل/ نيسان الماضي، يعتصم آلاف السودانيين أمام مقر قيادة الجيش للضغط على المجلس العسكري الانتقالي لتسريع هذا التسليم، لكن المفاوضات بين المجلس وقوى "الحرية والتغيير"، تعثرت الثلاثاء الماضي، حيث اتهمت المعارضة المجلس بأنه "لا يزال يضع عربة المجلس السيادي أمام حصان الثورة، ويُصرّ على إفراغها من جوهرها وتبديد أهداف إعلان الحرية والتغيير وتحوير مبناه ومعناه، عبر اشتراطه أن يكون المجلس برئاسة عسكرية وأغلبية عسكرية".

ودعت القوى المعارضة الثوار في ميادين الاعتصام والتظاهر بالخرطوم والمدن الأخرى، إلى القيام بالتوعية والدعاية وسط المواطنين من خلال المخاطبات والمنشورات للإضراب والعصيان المدني (دون تحديد موعد له).

ويتهم بعض المحتجين قوات الدعم السريع بإطلاق النار على المعتصمين أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل عدة محتجين وإصابة عشرات آخرين.

وحسب مركز "بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية"، التابع لجامعة "باريلان"، ثاني أكبر الجامعات الإسرائيلية، فإن الرياض وأبوظبي تخططان لأن يلعب "حميدتي" دور "سيسي السودان" في إشارة إلى الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي".

وأكدت ورقة نشرها المركز، منتصف مايو/أيار الجاري،  فإن نظامي الحكم في السعودية والإمارات يراهنان على توظيف الطموح السياسي القوي لـ"حميدتي"، الذي يتجاوز بكثير طموح رئيس المجلس "عبدالفتاح البرهان"، من أجل "عدم بانتقال السلطة إلى القوى المدنية السودانية بشكل كامل".

ولفت المركز إلى أن ما يعيق هذه المخططات هي أن "الجمهور السوداني غير معني بالمرة باستنساخ التجربة المصرية، التي أفضت إلى تولّي السيسي زمام الحكم في النهاية"، مشيرا إلى أن "الشعار الذي يردده المتظاهرون السودانيون: "إما النصر وإما مصر".