كشفت مصادر مصرية رفيعة المستوى، الإثنين، عن 3 أسباب وراء انسحاب القاهرة من حلف "الناتو العربي" لمواجهة إيران، وتعطيل إطلاقه، استنادا إلى كواليس المشاورات بشأن تشكيله.

 وذكرت المصادر أن مصر أبلغت كلا من السعودية والإمارات، وهما الدولتان اللتان كانتا تسعيان بقوة لإطلاق ذلك التحالف العسكري لردع إيران، بأن الأخيرة لا تمثل لها عدوا من الدرجة الأولى، وأنها غير معنية بإثارة عداوة مع طرف إقليمي،  وفقا لما أورده موقع "العربي الجديد"

وبعد مشاورات ومفاوضات مطوّلة بين قيادة الدولتين، والقيادة المصرية، قبلت القاهرة المشاركة على مضض، نظير حزمة من المساعدات والالتزامات الاقتصادية، قبل أن يعود الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" ويبلغ قيادة الدولتين بالرفض النهائي للمشاركة لسبب ثان.

وأوضحت المصادر أن "السيسي" تلقى ردا قويا من داخل المؤسسة العسكرية يرفض أن يكون الجيش المصري تحت قيادة عربية.

وشدد الجيش المصري على أنه إذا كان من اللازم المشاركة في التحالف، فينبغي أن تكون القيادة مصرية؛ لأنه "ليس من المنطقي أن يكون الجندي المصري تحت قيادة جيوش لم تخُض حربا واحدة في الإقليم، وثقلها العسكري لا يمثل نصف ثقل الجيش المصري". 

وجاء رد القوات المسلحة المصرية بعدما أبلغتها القيادة السياسية بتمسك السعودية بقيادة الناتو العربي، بحسب المصادر، التي أشارت إلى أن "القيادة المصرية بالأساس لها تحفّظات كبيرة على توجهات ومساعي بعض الشركاء الخليجيين، تحديدا بما يخصّ إيران، ورغبتهم في ضم مصر لتبني نفس موقفهم تجاه طهران، وهو ما ترفضه القاهرة إلى حد بعيد".

ثمة سبب ثالث "غير المعلن" لانسحاب مصر من التحالف المزمع، وهو قيام طرف خليجي (رفضت المصادر تسميته) بإفشال المساعي المصرية لتشكيل قوة عربية مشتركة، تحت مظلة الجامعة العربية.

ووصفت المصادر العلاقة بين القاهرة والرياض بأنها ليست شراكة وليست تحالفا، لكنها عبارة عن تفاهمات وتوافقات تفرضها القضايا الإقليمية ذات الأبعاد المشتركة، مؤكدا أن "الجانب السعودي نفسه يدرك ذلك أيضا بشكل جيد".

وأجرت الولايات المتحدة، في 22 فبراير/ شباط الماضي، مشاورات حول تشكيل تحالف استراتيجي شرق أوسطي، بمشاركة 6 دول خليجية، بالإضافة إلى الأردن ومصر.

وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية عقب المشاورات أن التحالف يحمل طابعا دفاعيا، ويسعى إلى تحقيق أهداف مشتركة للدول الأعضاء، ومواجهة التهديدات الأمنية والإقليمية للاستقرار والازدهار.

وشملت مشاورات تأسيس التحالف: السعودية، والإمارات، والكويت، والبحرين، وقطر، وعمان، إلى جانب الأردن ومصر، ويهدف إلى إنشاء قوة عسكرية عربية مهمتها التصدي لإيران.