اندلعت اشتباكات بين قوات الأمن المصرية ومواطنين، الثلاثاء، في منطقة نجع أبو عصبة بمحافظة الأقصر جنوبي البلاد؛ بسبب هدم عدد من البيوت على طريق الكباش الأثري الذي تعيد السلطات كشفه وتهيئته.

واستخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع لإخلاء المنطقة من سكانها، تنفيذا لقرار جمهوري بنزع الملكيات التي تقع في نطاق الطريق.

وشهدت المنطقة كرا وفرا بين المواطنين والشرطة، حسب شهود عيان وفيديوهات متداولة على مواقع التواصل.

كما ألقت الشرطة القبض على عشرات من سكان المنطقة الذين رفضوا الخروج من منازلهم.

وقال مواطنون من مدينة الأقصر، الأغنى عالميا بالآثار المصرية القديمة، لموقع "الجزيرة نت"، إن السكان كانوا طلبوا مهلة لإخلاء منازلهم إلى ما بعد عيد الفطر الذي يحل بعد أيام.

وقبل أيام، حمل نواب الأقصر بالبرلمان مطالب الأهالي للمسؤولين، وعلى رأسهم محافظ الأقصر، الذي أبدى تفهما الأمر قبل أن تفاجئ  الشرطة السكان ببدء عملية إخلاء المنازل بالقوة. 

كانت مديرية المساحة بالأقصر بدأت أوائل الشهر الحالي إجراءات تنفيذ قرار جمهوري بشأن مشروع نزع ملكية العقارات المتداخلة التي تعوق استكمال كشف طريق الكباش الأثري بمنطقة الكرنك التاريخية، الذي يخص ما يقرب من 130 منزلا في نجع أبو عصبة.

ونص القرار الرئاسي على أن يعتبر من أعمال المنفعة العامة مشروع نزع ملكية العقارات المتداخلة التي تعوق استكمال كشف مسار طريق الكباش وحرمه بمدينة الأقصر بمساحة (1941.89) مترا.

ومنحت هيئة المساحة الأهالي مهلة حتى نهاية الشهر الحالي للطعون في نزع ملكياتهم، بعد أن أعلنت المديرية كشفا بأسماء ملاك العقارات الصادر بشأنها القرار منذ 15 أبريل/نيسان الماضى.

وانتهت فترة الإعلان منتصف الشهر الحالي لتبدأ مرحلة الطعون على الملكية من 15 إلى 29 من الشهر ذاته، ومن المفترض أن تبدأ بعدها مرحلة صرف التعويضات وإنهاء إجراءات نزع الملكية، تمهيدا لتنفيذ قرارات الإزالة.

وتسابق وزارة الآثار الزمن للانتهاء من مشروع "السحر الفرعوني التاريخي" بمحافظة الأقصر لإعادة إحياء طريق الكباش الفرعوني، الرابط بين معبدي الأقصر والكرنك بطول 2700 متر، وعلى طرفيه تماثيل من الكباش الفرعونية التي كانت تحف طريق الملوك للاحتفال بعيد "الأوبت الفرعوني".

وبدأت وزارة الآثار خطوات المشروع مع بداية شهر رمضان، وحددت الوزارة موعد افتتاح طريق الكباش نهاية العام الجاري، بعد تزويد الطريق بكاميرات مراقبة ونظام محكم تام لتأمين الوفود السياحية.

وتعول الحكومة على هذا الطريق لتغيير شكل الخريطة السياحية في الأقصر.