الغارديان: حميدتي يخطط ليصبح الرجل الأول بالسودان

الأربعاء 29 مايو 2019 11:05 ص

أكدت صحيفة "الغارديان"، الأربعاء، أن الساعد الأيمن للرئيس السوداني المعزول "عمر البشير" في دارفور "محمد حمدان دقلو"، المعروف باسم (حميدتي)، بات لاعبا رئيسيا في مرحلة ما بعد الإطاحة به، ويخطط ليكون الرجل الأول في بلاده.

وفي تقرير لمراسل الصحيفة البريطانية للشؤون الأفريقية "جيسون بيرك"، ذكر أن المبعوثين الغربيين وناشطي المعارضة في الخرطوم يقولون إن "حميدتي"، الذي ينحدر من عائلة تجار جمال وترك المدرسة الابتدائية قبل انضمامه للجيش لاحقا، قدم نفسه كلاعب رئيسي، وبدا تأثيره بشكل واضح من لقائه، يوم الجمعة الماضي، مع ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، حيث برزت الرياض كداعم مهم لحكام السودان الجدد بعد رحيل "البشير".

ونقل "بيرك" عن أحد رموز المعارضة السودانية أن نائب رئيس المجلس العسكري السوداني وقائد قوات الدعم السريع "لديه طموح غير محدود"، مشيرا إلى أنه يتمتع بعدد من الداعمين المتنوعين، إذ يراه البعض حليفا ضد الحركة الإسلامية التي نظمت انقلاب عام 1989 الذي أدى لصعود "البشير" إلى السلطة.

وأضاف مراسل "الغارديان" أن المتظاهرين اتهموا قوات الدعم السريع هذا الشهر بإطلاق النار عليهم، ما أدى إلى مقتل 6 منهم.

ومع أن شهود العيان قالوا إنهم شاهدوا عربات الدعم السريع المعروفة وهي تفتح النار عندما حاولت نزع المتاريس، أكد "حميدتي" أن المسؤولين عن العنف كانوا موجودين داخل جامعة الخرطوم ومعسكر المعتصمين، قائلا: "لقد اعتقل هؤلاء الأشخاص واعترفوا أمام الكاميرا"، دون تقديم تفاصيل.

وسبق أن حذر "حميدتي" المتظاهرين من الفوضى ملمحا لاستخدام القوة العسكرية لو ظل الاعتصام مستمرا، لكنه قال إنه يريد مشاهدة الديمقراطية في السودان، زاعما أنه رفض أوامر من "البشير" لفض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة في الخرطوم بالقوة.

وعلق "بيرك" على تصريحات "حميدتي" بالإشارة إلى مسؤوليته عن فترة حكم "البشير" الذي استمر 30 عاما، واتسمت بالحروب الأهلية وانتهاكات حقوق الإنسان.

وفي هذا السياق، ذكر التقرير أن النظام السوداني نشر، في السنوات الماضية، أكثر من 10 آلاف عنصر من قوات الدعم السريع لملاحقة الداعين للديمقراطية، وأن "حميدتي" قدم مقاتلين في الحرب التي تخوضها السعودية في اليمن ويعول على دعم كل من الرياض والإمارات العربية المتحدة ومصر، التي تأمل كل منها في أن يقوم بتحييد الإسلاميين.

ويرتبط صعود "حميدتي" بمنطقته (دارفور)، حيث يتهم مع قواته بحملة أرض محروقة، نيابة عن "البشير"، قتل فيها حوالي 300 ألف شخص بالإقليم وشرد حوالي 1.7 ملايين شخص في السنوات الأولى من النزاع.

وفي مقابلة مع صناع فيلم وثائقي عام 2008، قال نائب رئيس المجلس العسكري السوداني إن "البشير" هو الذي أمره شخصيا بقيادة حملة ضد التمرد في دارفور، ولكنه أنكر أي مشاركة في قتل المدنيين ورفض الأوامر للهجوم على المناطق المدنية.

ولفت الباحث بمعهد "ريفت فالي" بنيروبي "مجدي الجزولي" إن صعود "حميدتي" جاء بعد أن قام الجيش بالتعاقد على مكافحة التمرد مع الجماعات المحلية المسلحة، مضيفا: "من ناحية جوهرية كان هو السبب الذي أدى لهزيمة التمرد لأنه كان قادرا على تجنيد مقاتلين يعرفون التضاريس الجغرافية للمنطقة".

وأعاد الجيش السوداني تجميع الجماعات المسلحة، المعروفة بالجنجويد، عام 2013 في قوات الدعم السريع لضبطها وربطها أكثر بالقوات المسلحة، وقامت تحت قيادة "حميدتي" بشن حملتين عسكريتين في دارفور عام 2014 و2015 على التوالي.

وفي تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" عام 2015 أكد أن قوات الدعم السريع ارتكبت انتهاكات مروعة وواسعة في دارفور وشردت السكان بالقوة ودمرت الآبار ونهبت المواشي وعذبت السكان وقامت بعمليات قتل خارج القانون واغتصابات جماعية.

ولم توجه محكمة الجنايات الدولية اتهامات لـ "حميدتي"، لكنها قالت، في تقرير لها عام 2014، إن قوات الدعم السريع تحت قيادته احتفظت بنفس النظام كما كانت عليه ميليشيا الجنجويد.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مركز إسرائيلي: حميدتي ينفذ توجيهات روسية لشيطنة المعارضة السودانية