تحذيرات من التوترات التجارية في اجتماع لمجموعة العشرين

الأحد 9 يونيو 2019 08:06 ص

بحث وزراء مال الدول الأعضاء في مجموعة العشرين في نهاية الأسبوع في اليابان، بقلق التوترات التجارية وانعكاساتها على الاقتصاد العالمي، معتبرين أنها "خطر كبير" و"آثارها سلبية".

وقال مسؤول ياباني كبير إن هذه المسألة هيمنت على مناقشات وزراء مال وحكام المصارف المركزية لأكبر اقتصادات في العالم.

وصرح هذا المسؤول للصحفيين بعد أول اجتماعات العمل أن "دول عدة عبرت عن قلقها من المخاطر الكبيرة جدا للتصعيد في الحرب التجارية على النمو العالمي". 

وأضاف "هذا واقع" و"هذه المخاطر" ستحتل حيزا كبيرا في البيان الختامي.

وحذر وزير المال الياباني "تارو أسو" الذي يترأس الاجتماعات في فوكوكا (جنوب غرب) من "تآكل ثقة ألأسواق إذا استمرت حالة الغموض" في المفاوضات بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

وقال نظيره الفرنسي "برونو لومير"، إن "خطر تحول هذا التباطؤ الاقتصادي العالمي إلى أزمة اقتصادية عالمية بسبب التوترات التجارية حقيقي ويجب علينا التفكير فيه"، وفقا لـ"فرانس برس".

وأضاف أن "حربا اقتصادية سيكون لها تأثير سلبي مباشر على حياتنا اليومية ووظائفنا، نريد تجنبه بالتأكيد".

الخطاب التحذيري نفسه صدر عن مديرة صندوق النقد الدولي "كريستين لاغارد" التي قالت في مقابلة مع صحيفة "نيكاي" الاقتصادية اليابانية "بوضوح، التوترات التجارية تشكل خطرا كبيرا يلوح في الأفق".

وتفيد تقديرات صندوق النقد الدولي أن الرسوم الجمركية العقابية التي فرضتها واشنطن على بكين بما فيها تلك التي دخلت حيز التنفيذ العام الماضي، يمكن أن تؤدي إلى خفض إجمالي الناتج الخام العالمي بنسبة 0.5% في 2020.

وكانت "لاغارد" أكدت قبل اجتماع مجموعة العشرين على أن هذا الملف يحتل "أولوية مطلقة"، داعية الدول الأعضاء إلى الإبقاء على سياسة نقدية مريحة لدعم النشاط الاقتصادي.

لكن على الطاولة، اتخذ رجل واحد مواقف مختلفة، فقد كرر وزير الخزانة الأمريكية "ستيفن منوتشين" التهديد بفرض رسوم جمركية إضافية على الصين، مؤكدا أنه لا يرى في هذا النزاع التجاري ما يمكن أن يؤدي إلى ضعف عالمي.

وقال للصحفيين، السبت، "نعم، هناك تباطؤ في أوروبا والصين وغيرها. لكنني لا اعتقد إطلاقا أن التباطؤ الذي سجل في عدد من مناطق العالم هو نتيجة التوترات التجارية".

وأكد في الوقت نفسه أنه إذا توصل الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ونظيره الصيني "شي جين بينغ" إلى أرضية تفاهم خلال قمة مجموعة العشرين في نهاية يونيو/حزيران في أوساكا "فسيكون ذلك أمرا إيجابيا جدا للنمو الاقتصادي، لنا وللصين ولأوروبا ولبقية العالم".

وأضاف أن "فتح الاقتصادين (الأمريكي والصيني) يؤدي إلى زيادة نمو الطرفين".

ورحب "منوتشين" بإبرام اتفاق حول الهجرة بين الولايات المتحدة والمكسيك وإلغاء الرسوم الجمركية التي هدد "ترامب" بفرضها على البضائع المكسيكية.

وقال: "لا يمكننا إلا أن نكون سعداء جدا بالاتفاق الذي توصلنا إليه" ووصفه بأنه "مهم جدا".

من جانبه، ذكر مصدر بمجموعة العشرين أن زعماء مالية المجموعة سيقولون في بيانهم الختامي الذي يصدر الأحد، إن "التوترات التجارية والجيوسياسية اشتدت"، وفقا لـ"رويترز".

وأكد أنه سيرد أيضا في مسودة البيان المنقحة أن زعماء مجموعة العشرين "سيواصلون التصدي لهذه المخاطر والوقوف على أهبة الاستعداد لاتخاذ مزيد من الإجراءات" لمواجهتها.

وتبادلت واشنطن وبكين مجددا معركة الرسوم الجمركية المتبادلة بينهما بعدما انتهت المحادثات التجارية في الولايات المتحدة بدون اتفاق مؤخرا، مع اتهام الجانب الأمريكي المفاوضين الصينيين بالتنصل من التزامات سابقة.

وزادت أمريكا في 10 مايو/أيار الرسوم الجمركية على 200 مليار دولار من البضائع الصينية المستوردة إلى 25%، فردت بكين في الأول من يونيو/حزيران بزيادة الرسوم الجمركية على سلع أمريكية بقيمة 60 مليار دولار.

وتزامن هذا التصعيد مع تهديد واشنطن بزيادة الرسوم الجمركية على 300 مليار دولار من البضائع الصينية الإضافية، ما سيعني أن الرسوم الجمركية المشددة ستشمل جميع الواردات القادمة من هذا البلد.

وألمح البيت الأبيض إلى أنه ربما يفرض اعتبارا من الإثنين رسوما جمركية على جميع الواردات القادمة من المكسيك ما لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف تدفق المهاجرين غير القانونيين الوافدين إلى الولايات المتحدة عبر الحدود المكسيكية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية