كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية أن النساء الأجنبيات يدفعن ثمن الزواج من الرجل الفلسطيني، حيث يتعرضن لتضييقات ومضايقات من أجل السفر إلى (إسرائيل)، وتفرض عليهن عقوبات وغرامات باهظة من أجل التنقل من وإلى بيوتهن بالداخل المحتل.

وفي تقرير للكاتبة الإسرائيلية "عميرة هاس"، في صحيفة "هآرتس" بعنوان: "عودة مؤقتة"، تكشف رواية السيدة الأمريكية "آيلين زغبي"، البالغة من عمرها 59 عاما، والحاصلة على الجنسية الأمريكية؛ مستنكرة ما تتعرض له النساء مما اعتبرته "عقوبة بسبب زواجهن من فلسطيني".

وحاولت "آيلين" المتزوجة منذ 30 سنة من فلسطيني من الطائفة الكاثوليكية، ولها ثلاثة أولاد وبنت منه، العودة لمنزلها في بيت لحم بعد زيارة للولايات المتحدة، وحينما جاءت إلى (إسرائيل) تم طردها من مطار "بن غوريون"، حيث قال مراقب الحدود لها "هذا لأنك متزوجة من فلسطيني".

وتقول الكاتبة في مقالها باستنكار "هذه هي جريمة آيلين وهذا هو عقابها".

وتسرد الكاتبة أن رحلة السيدة الإسرائيلية لبيتها استغرقت ساعتين ونصف، في عودة مؤقتة، حيث طلب منها تنسيق دخولها مع مكتب منسق أعمال الحكومة في المناطق.

وفي 15 مايو/أيار الماضي، بعد شهر من إرسال طلب التنسيق، أجابها ممثل مكتب التنسيق خطيا: "لأنك متهمة بنشاطات للتواجد غير القانوني في المنطقة، فإن دخولك من جسر اللنبي سيسمح به مقابل دفع كفالة تبلغ 70 ألف شيكل كي نضمن عدم خرق شروط تأشيرة الدخول، ثلاثة أشهر فقط في يهودا والسامرة فقط".

وتتابع الكاتبة: "لقد تنازلت (آيرين) تقريبا عن السفر، بما في ذلك المشاركة في حفل زفاف ابنها في 25 مايو/أيار الماضي"، وذلك لعدم قدرة الأخيرة على تحصيل المبلغ، والذي رأته أنه "غير منطقي دفعه للوصول إلى بيتها".

ولكن الزوج حاول علاج المشلكة واستدان مبلغا من أصدقائه، وأدخل المبلغ من خلال بنك في بيت لحم إلى الحساب الإسرائيلي الذي ظهر في رسالة مكتب منسق أعمال الحكومة في المناطق، مع وضع خطة بديلة: زواج الإبن يتم في الأردن إذا لم يتم السماح للأم بالدخول".

وعندما وصلت الأسرة إلى جسر اللنبي في 22 مايو/أيار، ودخلوا إلى الطرف الإسرائيلي، بعد 8 ساعات من الجدال مع موظفين وممثلين مختلفين، تم شطب تأشيرة الدخول التي حصلت عليها الأم قبل وقت قصير بخطين باللون الأحمر. وكتب عليها: "الدخول مرفوض".

وتضيف "عميرة": "لقد طلب منهما العودة إلى الجانب الأردني مع كل الصعوبات. قبل ثلاثة ايام من حفل الزفاف". وتقول العائلة: "اعتقدنا أنه توجد علاقة ممتازة بين (إسرائيل) وأمريكا.. لا ندري لماذا يتعاملون هكذا مع مواطنة أمريكية".

ويلفت المقال إلى أن ممثل منسق أعمال الحكومة في المناطق وممثل وزارة الداخلية الإسرائيلية، أوضحا بأن الأم لن تدخل، لكن سيسمح بدخولها غدا، وقد دخلت بالفعل (بعد انتظار بضع ساعات في الجانب الإسرائيلي).

وتختتم الكاتبة قائلة باستنكار: "الأم الآن في بيتها تروي نباتاتها وتنتظر تحقيق العقوبة عليها بسبب الجريمة التي ارتكبتها عندما تزوجت فلسطينيا وأنجبت أولادا فلسطينيين، يجب عليها أن تدفع ثمن ذلك حينما يتم طردها من بيتها بعد سبعين يوما".