الساعات الأخيرة من حياة الساروت.. كيف رحل حارس الثورة السورية؟ 

الجمعة 14 يونيو 2019 04:06 ص

ما إن سرت أخبار رحيله، حتى نعاه ناشطو الثورة السورية من مختلف التوجهات والإعلاميون المحسوبون عليها، واستعاد الجميع بشجن أهازيج وهتافات حارس الثورة السورية، "عبدالباسط الساروت" الذي لفظ أنفاسه الأخيرة شابا، كما تبدو ثورته تلفظ أنفاسها في عز شبابها.

وعقب رحيله، وأصبح "الساروت" رمزا ينظر إليه السوريون على أنه مثل للبساطة والصدق في الثورة، وصار قريبا من المجتمع كونه ابتعد عن "النخبوية المزيفة"، كما نظر إليه البعض على أنه يمثل "الشعبوية الثورية".

ولقي "الساروت" مصرعه إثر إصابة تعرض لها في ريف حماة، حيث تشتعل المعارك بين النظام والفصائل المعارضة.

حول لحظاته الأخيرة، روى "أبو عامر الحمص"، أحد رفاق "الساروت"، ما عايشه من إصابته والساعات الأخيرة من حياته في إدلب، قبل نقله لتركيا للعلاج حيث توفي هناك.

يقول "الحمص" إن "الساروت كان في ريف حماة قريبا من تل ملح الذي تجري حوله اشتباكات، وكان يسير بسيارة بدون الأنوار، لكي لا يتم رصدها، واذ بالقصف يصيب دراجة نارية هي الاخرى تسير بدون إنارة، وأصيب الشخصان اللذان كانا على متن الدراجة".

وتابع بأن "الساروت نزل لإسعافهما، لكن سيارته تعطلت فذهب هو ومن معه مشيا إلى طريق عسى أن يجدوا سيارة تسعف المصابين، ويتمكن الساروت ورفيقه من الوصول إلى المقر".

لكنه، والحديث لـ"أبو عامر"، في هذه الأثناء، تعرض "الساروت"، لقصف بقذيفة هاون من قبل قوات النظام فأصابت "الساروت" الذي كان اقرب واحد منها، فأصيب الساروت في زنده وبطنه وقدمه، فتعرض لنزيف قوي وتفتت بفخذه ثم تأخرت السيارة التي أسعفتهم الى المشفى.

وأشار إلى أنه جرى الإعلان حينها أن وضع "الساروت" جيد، في حين كنا ندرك خطورة إصابته وذلك تجنبا لمجيء كثير من المقربين والمحبين، ووصلنا المشفى، فطلب منا أن نحوله إلى تركيا لأن حالته لا تحتمل.

وذكر "أبو عامر" أنه كان هناك حالة من التوجس من الذهاب إلى تركيا خوفا من الاغتيال عبر عملاء نظام "بشار الأسد".

ومضى قائلا إنه بعد وضع الساروت جهاز التنفس، تكلم و"كان بوضع جيد، حتى أنه مازحنا، وقال لنا "راح ألاعبكم  بالكرة برجل واحدة" وذلك لأنه عرف أن قدمه مصابة بشدة، وستبتر، حيث قال ذلك تجلدا".

وتابع: ثم "وصلنا إلى مشفى هاتاي بتركيا لكن لم تجد كل المحاولات الطبية لإنقاذه فتوفي".

من جانبه، وصف "أبو جعفر الحمصي" كيف أن "الساروت" في أيامه الاخيرة يود القتال بنفسه في الصفوف الأولى لكن كنا نمنعه، وكان متحمسا لوحدة الفصائل والتحذير من الهدن، وظل قريبا من المقاتلين ويرفض الانصياع لقرارت بعض المرتبطين بالدول الداعمة.

وأشار إلى أن "أمنيته كانت (أن تتوحد الفصائل وتحارب النظام بكل ما تملك) وأكثر ما كان يزعجه، أن تسكت الفصائل في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون عن مناصرة إدلب، فيما كان متفائلا بمعركة إدلب مع يقينه أن النظام لن يتوقف عن محاولة الوصول إلى إدلب".

من جهته، يرى "محمد البياضة" صديق "الساروت" أن "الراحل تحول إلى رمز ثوري كونه صدق وثبت على أرض الواقع ولم يهتم بالشهرة والاضواء التي لهث خلفها غيره من النشطاء، وكان ينتقد الكثير من الناشطين لذلك السبب".

وأضاف "البياضة": عرض على "الساروت" أن يكون عضوا في الائتلاف الوطني لكنه رفض ذلك مرارا معتبرا أن الائتلاف بعيد عن تمثيل الثورة وأهدافها.

وختم حديثه قائلا: "كان الساروت يتوجس من كل منظري الثورة خارج الميدان، كما أنه كان لا يرضى بالنهج العلماني، لأنه بنظره بعيد عن ثقافة حواضن الثورة التي تنطلق من منطلق ديني في أغلبها".

المصدر | القدس العربي + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

اتهامات لـ"يوتيوب" بحذف آلاف الفيديوهات التي توثق الثورة السورية