نشر الحساب الرسمي لـ"التلفزيون العربي"، ومقره لندن، تغريدة عبر "تويتر" قدم فيها اعتذارا رسميا عما ورد في إحدى المواد المعروضة عبره، بعدما اندلع جدل واستهجان كبيرين حول جملة قالها ضيف حلقة إحدى برامج القناة أهان فيها الخلفاء الراشدين، واتهمهم فيها بكونهم "جواسيس"، وهو ما لم يعارضه الصحفي المقدم للبرنامج.
وفي نص بيان الاعتذار الذي نشرته القناة، قالت أن الكلام الذي ورد في الحلقة لا يمثل نهج القناة أو سياسة التلفزيون، مضيفة: "هذا الكلام لا يمثل خط العربي. بل نرفضه. والتلفزيون يعتز بحضارته وهويته".
وتابعت القناة في بيانها: "لقد حذفت الحلقة مع اعتذار إدارة القناة عن عدم تنبيه المحرر إلى الجملة قبل بثها"، مؤكدة أن القناة "ترفض التطرف عموما من أي جهة كانت".
وشددت القناة على أن إدارتها ترفض سياسة "تصيد الأخطاء"، وما وصفته بـ"بمحاولات مغرضة تحركها أهداف معينة لتصوير ذلة على أنها نهج".
وفي حلقة من برنامج "عصير الكتب"، للصحفي والكاتب المصري "بلال فضل"، استضاف فيها المفكر "أحمد صبحي منصور"، قال الأخير إن "السياسة ما دخلت في شيء إلا أفسدته"، واستشهد على عبارته بتفسير الآية القرآنية القائلة "وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) من سورة التوبة، وزعم أنها تقصد الصحابة الذين كانوا مقربين من النبي حينها وأصبحوا لاحقا هم الخلفاء الراشدين للدولة الإسلامية في أول عهدها بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ونشر الصحفي اللبناني "عباس ناصر" مدير "التلفزيون العربي" في تغريدة عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، بيان القناة مشددا على اعتذار الإدارة عما بدر في اللقاء، وأكد أنه تم حذف الحلقة.
ولم تكن هذه هي الواقعة الأولى التي يتم التشكيك فيها في سياسات القناة تجاه تناول بعض القضايا الدينية والمتعلقة بالإسلام، حيث سبق أن انتقد متابعون نهج برنامج "قراءة ثانية" من تقديم الإعلامي والأكاديمي الكويتي "علي السند"، الذي تم اتهامه بالتحريض على العلمانية كبديل عن الدين.
وفي انتقادات لسياسات "التلفزيون العربي"، قال المحلل السياسي والناشط "محمد المختار الشنقيطي": "عملية تمسيح الإسلام (أي صبغه بالصبغة المسيحية) على قدم وساق، لكن بأموال المسلمين ومنابرهم!! وآخرها برنامج #قراءة_ثانية على #التلفزيون_العربي، والذي يقود العملية لا يحتاج أن يتحدث بنفسه، بل يكفي أن يصطنع -بما وضع تحت يده من إمكان، من يكتبون الكتب باسمه، ويتحدثون في الإعلام باسمه".
وتابع في سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، قائلا:
وأثارت هذه التغريدات الكثير من الردود ممن امتلكوا ذات وجهة النظر تجاه القناة، ويقول الصحفي والكاتب "عبدالله العمادي" مستشهدا بالحلقة المحذوفة لبرنامج "بلال فضل": "برنامج (عصير الكتب) لا يقل خطرا وسوءا وتجاوزا لثوابت الإسلام .. فهل بعد كل هذه السنوات، يتم استضافة من زعم البرنامج أنه "مفكر " ليوصف الخلفاء الراشدين الأربعة بأنهم " جواسيس قريش" ؟ #التلفزيون_العربي مطلوب ضبط بعض برامجه، ووجوده في لندن لا يعني أن القلم مرفوع عنه".
واستنكر متابعون بدورهم محتوى الحلقة، وما وصفوه بـ"البهتان" الذي زعمه ضيف البرنامج على الرموز الإسلامية الأبرز في التاريخ الإسلامي، ومما ورد:
