سخر الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" من تصريحات أدلى بها نظيره الفرنسي "إيمانويل ماكرون" حول عمليات تنقيب عن الطاقة تقوم بها تركيا في سواحل جزيرة قبرص وشرق المتوسط، متعهدا في الوقت ذاته بتحريك سفن حربية وقوات جوية صوب تلك المنطقة لحماية مصالح بلاده.

ويوم الجمعة الماضي، حث "ماكرون"، عقب قمة لرؤساء دول جنوب الاتحاد الأوروبي في مالطا، تركيا على وقف ما وصفها بـ"الأنشطة غير المشروعة" في المنطقة الاقتصادية الخاصة لقبرص، قائلا: "إن الاتحاد الأوروبي لن يتراجع في هذه المسألة".

وتعليقا على ذلك، قال "أردوغان" في تصريحات لصحفيين أتراك عقب عودته من العاصمة الطاجيكية دوشنبه، وفقا لوسائل إعلام تركية: "السيد ماكرون مبتدئ جدًا في هذه الشؤون.. لم يستطع التعوّد بعد.. ويبدو أن تعوّده سيستغرق وقتًا كثيرًا".

وكان "أردوغان" قد شارك في أعمال الدورة الخامسة لقمة "منظمة التعاون وبناء تدابير الثقة في آسيا" (سيكا)، والتي اختتمت أعمالها السبت الماضي.

وأضاف الرئيس التركي خلال حديثه للصحفيين الأتراك اليوم، إن "فرنسا ليس لديها الحق في التحدث عن شرق المتوسط، هل لديها سواحل على شرق المتوسط؟ نحن دولة ضامنة في قبرص، وكذلك اليونان وبريطانيا.. أتفهم الأمر لو تحدثت هذه الدول، ولكن فرنسا ماذا تفعل هنا؟".

وتابع: "إذا قالت إن لدى شركتها توتال اتفاقيات أيضًا، فلتدع توتال تتحدث بنفسها.. وإلى مدى يمكن لتوتال أيضًا أن تواصل حديثها في هذه القضية.. هذه أيضًا مسألة أخرى".

ومضى قائلا: "أنت كفرنسا ليس لديك حق أو صلاحية لقول مثل هذا الشيء، الشعب الذي يعيش في كامل قبرص يتقاسم بشكل مشترك كل الإمكانات المستخرجة من تلك المياه بموجب القانون الدولي.. هذه هي القضية.. لأبناء جلدتي هناك حقوق ونحن نتابعها ولا نسمح باغتصابها، وللجنوب (الشطر اليوناني) حقوق بنفس الشكل، ولكنها ليست مختلفة عن أبناء جلدتي الأتراك في الشمال.. هم يمتلكون نفس الحقوق".

وأكّد "أردوغان" أنه بلاده لا يمكن أن تغض الطرف عن خداع إدارة جنوب قبرص للشمال فيما يتعلق بقياس الحقوق.

وفي كلمة ألقاها خلال مشاركته في الجمعية العامة لمجلس المصدرين الأتراك في مدينة إسطنبول حسبما نقلت وكالة الأناضول، تعهد "أردوغان" بحماية سفن بلاده الناشطة في أعمال تنقيب بشرق البحر الأبيض المتوسط بكل ما تمتلكه تركيا من قوة.

وقال "أردوغان" في هذا السياق: "ليعلم من يحاول القيام بأي حركة في شرق المتوسط، تجاه سفننا، أننا موجودون هناك بقواتنا البحرية والجوية، ونعمل على حمايتها".

وتطرق إلى قرار إدارة قبرص اليونانية بشأن اعتقال طواقم السفن التركية قائلا: "يقولون إنهم أصدروا تعليمات لاعتقال طواقم السفن التركية شرق المتوسط.. لن تنالوا مرادكم".

وأكد "أردوغان" أن تركيا اختارت طريق الكفاح من أجل مصالحها، وليس الاكتفاء بمشاهدة ما يدور حولها بصمت.

وأطلقت أنقرة مؤخرا عمليات تنقيب عن الغاز في شرق المتوسط قبالة سواحل قبرص، ما تسبب في تأجيج التوترات القديمة في جنوب شرق البحر المتوسط، ولاقت هذه الفعاليات انتقادا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليونان وكذلك مصر.

ومنذ العام 1974، تعاني الجزيرة القبرصية من الانقسام بين شطرين، وهما ما يسمى بـ"جمهورية شمال قبرص التركية" التي تقطنها أغلبية تركية، وجمهورية قبرص اليونانية التي تقطنها أغلبية يونانية.