اتهمت وزارة الخارجية السعودية جماعة "الإخوان المسلمون" بالاعتماد على العنف لتحقق مكاسب سياسية، والادعاء كذبا بأنها تمثل الإسلام المعتدل، والعمل على بناء تنظيمات تنفذ الإرهاب، والتعاون مع نظام "الخميني" المتطرف في إيران، وذلك بالتزامن مع وفاة الرئيس المصري الأسبق "محمد مرسي" المنتمي للجماعة.

جاء ذلك في بيان نشرته الوزارة توضح فيه موقفها من جماعة "الإخوان المسلمون"، مشيرة إلى أن الجماعة أنتجت تنظيمي "القاعدة" و"الدولة الإسلامية" وأنها بنظر السعودية جماعة إرهابية.

واتهمت الوزارة جماعة "الإخوان" باستباحة دماء جميع من يخالفها، وسعيها إلى تنفيذ عمليات اغتيال، وعمليات انتحارية.

ومساء الإثنين، أعلن التليفزيون الرسمي المصري وفاة الرئيس الأسبق "محمد مرسي" أثناء حضوره جلسة محاكمته، موضحا أن "مرسي" تعرض لنوبة إغماء بعد جلسة المحاكمة توفي على أثرها.

وكانت محكمة جنايات القاهرة أجلت جلسة محاكمته في قضية التخابر مع قطر المقررة، الأحد الماضي إلى الثلاثاء، وتنظر المحكمة في إعادة محاكمة 22 من قيادات وأعضاء جماعة "الإخوان المسلمين"، يتقدمهم "مرسي" والمرشد العام للجماعة "محمد بديع"، وتوجه لهم تهما نفوها مرارا.

وأعلنت النيابة العامة في مصر أنها صرحت بدفن جثمان" مرسي" -أول رئيس منتخب ديمقراطيا في تاريخ البلاد- بعد ساعات قليلة من إعلان وفاته إثر نوبة إغماء تعرض لها أثناء حضوره جلسة محاكمته.

وقالت النيابة -في بيان مقتضب صدر مساء الإثنين- إنها أمرت بدفن جثمان "محمد مرسي" (68 عاما) "عقب انتهاء لجنة الطب الشرعي من مهمتها"، بينما لم توضح النتائج التي انتهت إليها لجنة الطب الشرعي.

في السياق نفسه، قال التليفزيون المصري الرسمي نقلا عن مصدر طبي إن "مرسي" توفي إثر نوبة قلبية مفاجئة خلال جلسة محاكمته.

وفي تلك الأثناء أكد شهود عيان أن قوات الأمن فرضت طوقا حول مقابر "الوفاء والأمل" في منطقة مدينة نصر شمال شرقي القاهرة، بعدما ذكرت مصادر أنه تقرر دفن "مرسي" بها.

وقالت مصادر إن السلطات أخبرت أسرة "مرسي" عن طريق عدد من المحامين بدفنه في مقابر مدينة نصر، وأنها لن تسمح لغير زوجته وأولاده بحضور جنازته، مضيفة أن السلطات رفضت طلبا من أسرة "مرسي" بدفنه في مسقط رأسه بقرية العدوة بمحافظة الشرقية وفقا لوصيته بأن يدفن بجوار والدته هناك.

وكانت النيابة العامة قد أكدت وفاة "مرسي"، وقالت في بيان إنه تحدث خلال جلسة محاكمته لمدة 5 دقائق، وعقب انتهائه من كلمته رفعت المحكمة الجلسة للمداولة، وأثناء وجوده "وباقي المتهمين بداخل القفص سقط أرضا مغشيا عليه حيث تم نقله فورا إلى المستشفى وتبينت وفاته".

وأضاف البيان أنه "حضر إلى المستشفى متوفيا في تمام الساعة الرابعة وخمسين دقيقة مساء" بالتوقيت المحلي.

وتجاهلت السلطات دعوات من هيئات عديدة في الخارج ومنظمات حقوقية، بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في ظروف الوفاة التي وصفت بالغامضة والمشبوهة.

من جهتها، قالت جماعة "الإخوان المسلمون" إن وفاة "مرسي" جريمة قتل مكتملة الأركان، داعية المصريين إلى تشييع جثمانه في جنازة حاشدة.

يذكر أن "محمد مرسي" هو أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر الحديث، حيث انتخب رئيسا للجمهورية يوم 30 يونيو/حزيران 2012، لكن حكمه لم يستمر إلا عاما واحدا حيث انقلب عليه وزير دفاعه "عبدالفتاح السيسي" في 3 يوليو/تموز 2013، وبعد عام انتقالي تولى "السيسي" الرئاسة وظل بها حتى الآن، بينما تم سجن "مرسي" ووجهت له اتهامات في العديد من القضايا.