المرزوقي لا يستبعد عودة الربيع العربي لمصر بعد وفاة مرسي

السبت 22 يونيو 2019 12:06 م

شدد الرئيس التونسي السابق "المنصف المرزوقي" على أن الرئيس المصري الأسبق "محمد مرسي"، "قُتل ببطء"، ولم يمت بطريقة طبيعية، داعيا لفتح تحقيق في تلك الجريمة، ومحاسبة المسؤولين عنها.

وتوقع "المرزوقي"، في حوار مع "الأناضول"، أن تؤجج طريقة وفاة "مرسي" الأسبوع الماضي، مشاعر الإحباط والغضب بمصر.

ولم يستبعد "المرزوقي" إمكانية أن تصل موجات الربيع العربي لمصر مع تداعيات وفاة "مرسي"، وسوء الأوضاع الاقتصادية وتراجع الحريات.

وأشاد "المرزوقي" بـ"الموقف المشرف للرئيس التركي رجب طيب أردوغان من وفاة مرسي".

وقال "المرزوقي" إن وفاة "مرسي هزتني وآلمتني كثيرا"، موضحا أنه شخصيا سجن (عام 1994 في عهد الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي) لبضعة شهور، لذلك يدرك جيدًا أن "السجن يعتبر ألما كبيرا".

وأكمل: "مرسي سجن لعدة سنوات ومُنع عنه رؤية أسرته ومحاميه".

وأضاف "المرزوقي": "علاوة على ذلك كان مرسي مسجونا ومهددا بعقوبة الموت، ففكروا بوضعه، بالنسبة لي يعتبر هذا بمثابة تعذيب".

ولفت إلى أن "مرسي كان يعاني مرض السكر ومضطر لأخذ الأنسولين، وأنه حرم من أخذه وتناول الطعام بشكل منتظم".

وتابع: "كان هناك رغبة بتدمير جسد ونفسية مرسي".

وخلص الرئيس التونسي السابق، إلى أن "مرسي لم يتوف جراء أسباب طبيعية، وإنما قُتل ببطء".

وأرجع ذلك إلى "وجود رغبة في قتله نفسيا وجسديا، خاصة أنه (أي مرسي) نجح في الصمود ست سنوات إثر الإطاحة به".

تدمير الربيع العربي


ورأى "المرزوقي" أنه "من خلال وفاة مرسي تم تدمير أمل الديمقراطية في مصر والربيع العربي"، موضحا أن الرئيس الراحل "كان يرغب جدا في رؤية الديمقراطية (في مصر والعالم العربي)".

وأشار إلى أن "مرسي" كان في نظره يمثل "انتصارا للديمقراطية، وأملا كبيرا لمصر"، وزاد: "أنا ومرسي أصبحنا رؤساء برغبة الشعب ولم نرتبط بالأجانب".

واسترجع الرئيس التونسي السابق لقاءاته مع "مرسي" في عدد من القمم المنعقدة بالأمم المتحدة وخلال زيارة رسمية أجراها إلى مصر عام 2013، وقال إن الرجل "كان منفتحا جدا فكريا".

وأكمل: "محاولات إظهاره كشخص يرغب بوضع القوة والسلطة بيده تماما كاذبة، مرسي كان شخصا متواضعا للغاية لذلك تألمت كثيرا بسبب وفاته".

واعتبر "المرزوقي" "وفاة مرسي هي بمثابة موت الأمل في ظهور قادة لا يأتون بالتدخل العسكري، ولكن بإرادة الناس وتلقوا دعم الشعب وليس دعم الأجانب"، غير أنه عبر في الوقت نفسه عن تفاؤله بالمستقبل.

بعث جديد

واستشرف "المرزوقي" مستقبل الأوضاع بمصر والعالم العربي عقب رحيل "مرسي"، قائلا إن المشاكل الاقتصادية والفساد زادا في مصر بعد الإطاحة به عام 2013، إضافة إلى تقييد الحريات وفقدان البلاد لاستقلالها الوطني.

ورأى أن طريقة وفاة "مرسي" ستؤجج مشاعر الإحباط والغضب، في مصر والبلدان العربية، مشددا على أن نظام "عبدالفتاح السيسي" "يوما ما سيدفع ثمن ذلك".

وقال: "تذكروا جيدا ما يحدث في الجزائر والسودان"، في إشارة للغضب الشعبي الذي أجبر في أبريل/نيسان الماضي الرئيس الجزائري "عبدالعزيز بوتفليقة" على الاستقالة ودفع الجيش للإطاحة بالرئيس السوداني "عمر البشير".

وحذر نظام "السيسي" من خطورة ما يفعله قائلا: "يجب أن نضع في اعتبارنا المقولة الشهيرة: في الديكتاتورية كل شيء على ما يرام حتى آخر 15 دقيقة".

وأوضح أنه "يمكن للسيسي أن يعطي الانطباع بأن كل شيء يسير على ما يرام ولكن كل شيء قد ينهار في لحظة".

وفي سياق متصل، لفت "المرزوقي" إلى أن العالم العربي مر بمرحلة تغيير، وأن النسل الشاب الجديد يرفض الفساد وتقييد الحريات.

وشدد على أن (إسرائيل) وبعض القوى الغربية لا تريد تطور البلدان العربية، غير أن "الربيع العربي لم ينته، والموجة الثانية شهدتها الجزائر والسودان هذا العام، والموجة الثالثة وارد جدا أن تحدث في مصر".

ورأى "المرزوقي" أن موجات الربيع العربي ستتواصل حتى تأسيس أنظمة ديمقراطية جديدة بدل الأنظمة السياسية القديمة في البلدان العربية.

وأوضح أن الاستقرار في تلك البلدان سيتحقق مع قدوم قادة جدد ينصتون للشعب ويقفون إلى جانب الديمقراطية والاستقلال الوطني، لافتا إلى أنه عمل بقوة من أجل ذلك.

وذكر "المرزوقي" أن الشعوب العربية أعربت عن حزنها إزاء وفاة "مرسي"، مبينا أن تركيا وتونس وقطر، التي أظهرت ردة فعل قوية حيال وفاة "مرسي"، تعتبر دول أظهرت إرادة مستقلة وطنية.

وهنأ "المرزوقي" الرئيس "أردوغان" على موقفه "المشرف" من وفاة "مرسي"، قائلا: "أردوغان أظهر كيف يجب أن يكون رئيس الدولة".

وفي المقابل، أشار الرئيس التونسي السابق إلى صمت الغرب بوجه عام على وفاة "مرسي" التي تثير الشبهات قائلا: "مواقف بعض البلدان الغربية اتسمت بالوقاحة؛ فبالنسبة لهم الديمقراطية وحقوق الإنسان مخصصه لهم وليس لغيرهم".

وأكد أن "هذه الدول فقدت مصداقيتها بسبب مواقفها من المملكة العربية السعودية والسيسي اللذين ينتهكان حقوق الإنسان بشكل كبير".

واستطرد: "لا حق لهذه الدول بالتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان؛ إذ إنها تتحرك بمنطق بيع السلاح ودعم الديكتاتوريين الذين يخدمون مصالحهم بدلا من الدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان".

وتوفى "مرسي" (67 عاما)، الإثنين الماضي، بعد 6 سنوات قضاها في السجن إثر انقلاب عسكري، صيف 2013، بعد سنة واحدة قضاها في الحكم.

وأثيرت شكوك كثيرة في ملابسات وفاته من قبل سياسيين وبرلمانيين وحقوقيين وجهات حقوقية ومفوضية حقوق الإنسان الأممية؛ حيث اعتبرها البعض "قتلا متعمدا" بسبب الإهمال الطبي، وطالبوا بتحقيق دولي في الأمر.

لكن القاهرة رفضت هذه المزاعم، وقالت إنها "لا تستند إلى أي دليل"، و"قائمة على أكاذيب ودوافع سياسية".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

المرزوقي يحذر من تدخل الإمارات لإفشال الثورة التونسية