فيلم علاء الدين.. قصة عربية ومطالب غربية في ثياب هندية

الأحد 23 يونيو 2019 12:06 م

بسحر القصة، وإذهال الإمكانات الهوليوودية، وبريق أسماء نجومها الكبار، حقق فيلم "علاء الدين" 2019 إيرادات تفوق التوقعات، وتصدر السينما الأمريكية، بعد أن أقبل المشاهدون على صالاته بأعداد كبرى ليشاهدوا عرض التجسيد الحي لنسخة ديزني الكرتونية التي صدرت المرة الأولى عام 1992.

ونجح الفيلم الذي أخرجه "غاي ريتشي" في إحراز أكثر من 86 مليون دولار في أيامه الثلاثة الأولى في أمريكا الشمالية.

ومن المتوقع أن يحرز الفيلم، الصادر في عطلة ذكرى ضحايا الحرب من الجنود الأمريكيين، 105 ملايين دولار، متجاوزا تقديرات أولية بشأن إحرازه نحو 80 مليون دولار.

الفيلم أنقذ شركة "ديزني" من الإحباط الذي كانت تعاني منه في مثل هذا التوقيت من العام الماضي بسبب أداء فيلم الخيال العلمي "سولو: قصة من حرب النجوم".

لكنها هذا العام تعيش أياما سعيدة بمساعدة "الجني" الذي حقق أحلامها في أرباح طائلة.

وتنافس الشركة هذا العام على صدارة الإيرادات.

لكن الفيلم الذي ارتكز على إمكاناته الهائلة وسحر القصة القديمة، وأسمائه الكبيرة، لم يشتمل على تجديد محوري في مستوى القصة، كما اشتمل خروقات واضحة وخلط مخل بين ما هو هندي وما هو عربي.

هندي غربي.. لا عربي

الخروقات بدأت من البطلة، الأميرة "ياسمين"، أو "ناعومي سكوت" ذات الأصول الهندية، فالأميرة لم تظهر بملامح عربية، وإنما ملامح هندية واضحة.

الأمر ذاته ينسحب على الأزياء والرقصات الاستعراضية التي ذخر بها الفيلم، حيث كان معظمها هنديا أكثر من كونها عربيا، أو ربما كان أحيانا هنديا خالصا.

الرقصات الاستعراضية أضافت جوا من البهجة، بموسيقى سريعة الإيقاع، ومهرجان ألوان ممتع، وزاد من جاذبيتها حركات "ويل سميث" الرشيقة، لكنها لم تكن عربية تماما، خاصة الفيل الكبير والأزياء.

أبرز الإيجابيات كان في التوظيف المذهل للإمكانات الكبيرة، وكذلك تقديم النجم الكندي من أصول مصرية "مينا مسعود" الذي أدى دوره باقتدار وحمل ملامح عربية نظرا لأصوله، لكنه كان إلى جانب "مروان كنزاري"، العربيين الوحيدين في فيلم يحكي بالأساس قصة عربية.

الواقع أن الفيلم كان مذهلا، وجماهيريا، لكنه لم يكن ذا مسحة عربية، وإنما مسخ بين ما هو غربي وما هو هندي، يريد أن يحمل أفكار استقلال المرأة وحقوقها وكذلك تحررها بمنظور غربي، كل ذلك عبر رقصات وأزياء هندية.. الأسماء فقط هي التي كانت عربية، وجذور القصة القديمة إلى جانب أماكن التصوير الأردنية الخلابة.

مطالب نسوية هوليوودية

الفيلم حمل تجديدا دخيلا على مستوى الحقوق النسوية متمثلة في شخصية "ياسمين"، التي تقاوم التقاليد في سلطنة والدها التي تشترط أن يكون السلطان رجلا، بينما تريد "ياسمين" أن تصبح السلطانة بعد والدها لأنها الأحق بذلك، وهو ما تحقق لها في نهاية الفيلم.

الحقوق التحريرية النسوية أيضا ظهرت في سعيها للزواج بـ"اللص الطيب" علاء الدين، بدلا من شرط أن يكون أميرا قادرا على حكم السلطنة، وهو ما فازت به في النهاية رغما عن القوانين ورغبة الأب، وظهرت في السوق بلباس عار تقبل علاء الدين في خرق واضح للأعراف العربية القديمة التي من المفترض أن الفيلم يصورها.

المطالب النسوية بدت واضحة بشكل صارخ في أغنية "ياسمين" ذات الكلمات التي تتبنى بشكل قوي آمال الاتجاه النسوي السائد الآن في هوليود.

سحر المخرج.. وسحر الجني

الفيلم أيضا أسرف أحيانا في استخدام مؤثراته وبالغ في إظهار قدرات الجني، وكذلك توالي حركاته، إلى حد إخراجه كفيلم طفولي أحيانا.

لكن كل ذلك لا ينفي مدى إبهار الفيلم، وشعبيته الهادرة، لكن تلك الشعبية لم يحققها بمجرد الفيلم، وإنما تاريخه وقصته الساحرة، وأسماء كـ"ويل سميث".. كل ذلك جعلت المشاهدين يدخلون القاعات مستعدين لتلقي السحر.. سحر الجني الأزرق، أكثر من سحر المخرج.

الفيلم كان من بطولة "ويل سميث" في دور الجني الأزرق، والممثل الكندي المصري المولد "مينا مسعود" في دور الوسيم الماكر الذي يدعي أنه أمير ليحظى بالتفات ياسمين التي تجسدها "نعومي سكوت".

 

 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

نقاد: الأسد الملك مبهر بصريا لكنه مخيب للآمال

بطل فيلم علاء الدين يشكو من البطالة