يعتقد "كريس هيوز"، الذي شارك في تأسيس فيسبوك سابقا، أن عملة "ليبرا" التي تم كشف النقاب عنها حديثا سيكون لها تأثير "مخيف" على الاقتصاد، من خلال تحويل السلطة من البنوك المركزية إلى الشركات.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، كشفت فيسبوك عن عملتها الرقمية العالمية، والتي سيديرها ما يسمى بـ "اتحاد ليبرا" ويتم تداولها عبر محفظة باسم "كاليبرا".

مخاوف تحول السيطرة

يقول "هيوز" إنه يمكن حتى لنجاح متواضع من عملة "ليبرا" أن ينقل السيطرة على السياسة النقدية من البنوك المركزية إلى الشركات الخاصة مثل "فيزا" و"أوبر" و"فودافون"، حيث كتب منبها: "حتما، ستضع هذه الشركات مصالحها الخاصة- الأرباح والنفوذ- مقدمة على المصالح العامة".

على الرغم من أن "التحرك السريع وكسر الأشياء" كان شعار مؤسسي فيسبوك في الأيام الأولى، إلا إن "هيوز" يقول إن هذا النهج غير مناسب عندما يتعلق الأمر بالنظام المالي العالمي، وهو يعتقد أن "ليبرا" لديها "القدرة على تعطيل وإضعاف الدول القومية من خلال تمكين الناس من التحول عن العملات المحلية غير المستقرة".

في النهاية، يمكن أن تتحول إلى "عملة مقومة بالدولار واليورو وتديرها الشركات" ولن يكون هناك تراجع عن هذا.

ضعف البنوك المركزية

كلما قلت كمية العملة المحلية التي يحتفظ بها مواطنو بلد ما، كلما قلل ذلك من قوة البنك المركزي الوطني لوضع السياسة النقدية، وهذا بدوره سيزيد من صعوبة تنظيم الاقتصاد المحلي في أوقات التوتر الاقتصادي.

لذلك، ستقوم "ليبرا" في النهاية "بتعطيل وإضعاف الدول القومية" من خلال إجبار الناس على التخلي عن العملات المحلية غير المستقرة وتبني عملة مقومة بالدولار واليورو، تديرها الشركات.

استشهد "هيوز" بمشاكل اليونان الاقتصادية كمثال، إن افتقار الحكومة للسيطرة على العملة المحلية دليل على الكيفية التي يمكن أن يحدث بها ضرر للاقتصاديات المحلية في مثل هذه الحالات، وقال إنه "إذا لم يتصرف المنظمون العالميون الآن، فسيصبح الوقت متأخرا جدا."

من المقرر إطلاق مشروع عملة "ليبرا" في النصف الأول من عام 2020، ويمكن استخدامها لشراء المنتجات وتحويل الأموال دوليا والتبرع.