بلومبرغ: ريما بنت بندر سفيرة بمهمة مستحيلة

الأربعاء 26 يونيو 2019 03:06 م

وصفت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية، مهمة السفيرة السعودية الجديدة الأميرة "ريما بنت بندر بن سلطان"، بـ"المستحيلة"، لافتا إلى أن جريمة مقتل الصحفي "جمال خاشقجي"، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول التركية، "تحوم فوق التحالف الأمريكي السعودي".

وفي تقرير لها، قالت الوكالة، إن الأميرة السعودية، وهي أول سفيرة للمملكة بأمريكا، تصل واشنطن قريبا، في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية بين البلدين، أسوأ حالاتها، لم تشهدها منذ هجمات سبتمبر/أيلول 2001.

ووفقا للكاتب "غلين كيري"، فإن مقتل "خاشقجي"، والحرب المستمرة في اليمن، واعتقال الناشطات المطالبات بحقوق المرأة، هزت كلها علاقات المملكة مع معظم المؤسسة الأمريكية.

ويلفت إلى أن مهمة الأميرة هو إعادة مسار العلاقة، مضيفا: "مهمتها مستحيلة".

وينقل التقرير عن أستاذ العلاقات الدولية في مدرسة لندن للاقتصاد "فواز جرجس"، قوله: "باستثناء إدارة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب، فالمواقف السياسية من السعودية مسمومة هذه الأيام".

ويضيف: "عليها (الأميرة ريما) أن تقوم بالتواصل مع عناصر الكونغرس، وطمأنتهم أن السعودية تستمع لمظاهر قلقهم.. مهمتها شاقة للغاية".

ويعلق "كيري"، على أن الأزمة في العلاقات، تقوض ما يمكن النظر إليه العصر الذهبي في العلاقات الأمريكية السعودية.

ويضيف أنه في الوقت الذي وصل فيه "ترامب" إلى السلطة، كان ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، يوطد سلطته كحاكم فعلي للمملكة، واعدا بإصلاحات اقتصادية واجتماعية واسعة، لبلد طالما انتقد بسبب سجله في مجال حقوق المرأة، وتبني تفسير متشدد يعود إلى القرن الثامن عشر.

ويتابع التقرير أن "ترامب" جعل من السعودية في مركز استراتيجيته في الشرق الأوسط، التي تقوم على عزل إيران.

وكان الأمير "بن سلمان"، ضيفا على "ترامب"، في المكتب البيضاوي، بعد أشهر من حفل تنصيب الأخير رئيسا للولايات المتحدة، ووعد بصفقات أسلحة قيمتها مئات المليارات من الدولارات.

بينما جعل "ترامب"، من الرياض أول محطة أجنبية له كرئيس، مخالفا التقليد الذي جرى عليه أسلافه من زيارة المكسيك وكندا.

ولكن السعودية أصبحت دولة "منبوذة" في واشنطن، خارج البيت الأبيض، وفق التقرير.

وفي الوقت الذي حاول فيه المشرعون الذين اتحدوا لمعاقبة السعودية، تمرير أي تشريع، وبخاصة ولي العهد، بجريمة قتل "خاشقجي"، والحرب في اليمن، الذي تصفه الأمم المتحدة بالكارثة الإنسانية الأكبر في العالم.

وبالتزامن مع قرب وصول "ريما" إلى واشنطن، يواجه داعمي التحالف الأمريكي السعودي، أخبارا سيئة لم تتوقف.

ففي الأسبوع الماضي، نشرت مقررة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة "أغنيس كالامار"، تقريرا قالت فيه إن "مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول العام الماضين كان جريمة مدبرة".

ومع أنها "لم تجد الدليل القاطع" و"لا نتيجة نهائية حول المذنب"، لكنها قالت في التقرير إن "هناك أدلة تستدعي تحقيقات إضافية في مسؤولية شخصيات بارزة سعودية بمن فيهم ولي العهد".

ورفض المسؤولون السعوديون النتائج الجديدة، وأكدوا مرارا أن لا علاقة للأمير "بن سلمان" بالجريمة.

وفي نفس الأسبوع، الذي صدر فيه تقرير الأمم المتحدة، صوت مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، لمنع صفقات سلاح بقيمة 8 ملايين دولار للسعودية والإمارات والأردن.

وكان القرار توبيخيا لـ"ترامب"، اتفق عليه الحزبان بعد استخدامه إعلان الطوارئ لتمرير الصفقات.

وتعد الأميرة "ريما"، ابنة الأمير "بندر" الذي كان من أكبر السفراء المؤثرين في واشنطن، أثناء عمله سفيرا لمدة 22 عاما.

ويقول المسؤولون السعوديون إن الأمير "ريما"، تعرف حجم التحديات التي تنتظرها.

ونقل الموقع عن المتحدث باسم السفارة السعودية بواشنطن "فهد ناظر"، قوله إن "الأميرة ريما تعرف أن العلاقات الثنائية تتعرض لامتحان في الماضي، ولكن البلدين استطاعا التغلب على الخلافات".

وأضاف أن الأميرة "ستعمل كل ما تستطيع لا للحفاظ على العلاقات فحسب، بل لتصبح أقوى في المستقبل".

وستصل الأميرة الشابة، إلى واشنطن، وسط تزايد في التوتر بين الولايات المتحدة وإيران التي ضغط المسؤولون السعوديون باتجاه نهج متشدد ضدها.

ويقول "جيمس دورسي"، الزميل في معهد الشرق الأوسط في مدرسة أس راجاترانام للدراسات الدولية بسنغافورة، إن "الأميرة ستحاول العمل على صورة المملكة، وإعادة التركيز على الأمير محمد باعتباره رائدا للإسلام المعتدل ويحاول الابتعاد عن الماضي".

ويضيف: "تحتاج لجهد كبير من أجل تخفيف مواقف المملكة في الكونغرس وأبعد منه"، و"لتحقيق هذا، تحتاج ريما إلى دعم من خلال تغييرات حقيقية في السعودية".

وفي فبراير/شباط الماضي، أصدر ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان" أمرا ملكيا (حيث كان آنذاك ينوب عن الملك شلمان) بتعيين الأميرة "ريما" سفيرة للمملكة في واشنطن، خلفا لشقيقه الأمير "خالد بن سلمان"، الذي غادر واشنطن بعد أزمة مقتل "خاشقجي"، وجرى تعيينه نائبا لوزير الدفاع.

والأمير "خالد" متهم باستدراج "خاشقي" إلى القنصلية السعودية في إسطنبول؛ حيث جرى قتله وتقطيعه والتخلص من بقايا جثته.

وجاء اختيار الأميرة "ريما" ضمن خطة "بن سلمان"، للإصلاح الاجتماعي بالمملكة، وتمكين المرأة، حسب صحيفة "نيويورك تايمز"، التي قالت إن هذه الخطوة بهذا التوقيت تأتي بهدف تحسين صورة المملكة، وفتح صفحة جديدة مع الولايات المتحدة.

وبالإشارة إلى تاريخ والدها وطيد العلاقة بالإدارة الأمريكية، خاصة مع عائلة "جورج بوش"، حتى إنه كان يلقب بـ"بندر بوش"، فإن السفيرة الأولى للمملكة، تصبح وفق السلطات السعودية الخيار الأنسب للمرحلة الحالية.

وعاشت الأميرة "ريما" فترة كبيرة من طفولتها في الولايات المتحدة بسبب وظيفة والدها، كما حصلت على شهادة البكالوريوس من جامعة "جورج تاون" تخصص دراسات المتاحف.

وعملت كمستشارة في مكتب ولي العهد، كما عملت كوكيلة للتخطيط والتطوير في الهيئة العامة للرياضة، وأصبحت أول امرأة تتولى اتحاد متعدد الرياضات في المملكة من خلال منصبها كرئيسة للاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سفيرة الرياض بواشنطن: واثقة من براءة بن سلمان من دم خاشقجي