شهادة تيلرسون.. هكذا أدار كوشنر الدبلوماسية الأمريكية من وراء الستار

الجمعة 28 يونيو 2019 09:06 ص

"كسول وأبكم كالصخر".. هكذا وصف الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وزير الخارجية السابق "ريكس تيلرسون" بعد أن أقاله، في مارس/آذار 2018، إثر أشهر من الخلاف بينهما، لتأتي شهادة الأخير أمام رؤساء لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، الشهر الماضي، كاشفة عن كواليس مثيرة لهذا الخلاف.

وتبين شهادة "تيلرسون"، التي اطلعت وكالة "رويترز" على نسخة طبق الأصل منها، مدى تأثر الفترة التي تولى فيها حقيبة الخارجية (13 شهرا فقط) بالخلافات العلنية مع "ترامب" وشعوره بأنه مستبعد من المباحثات المهمة للدبلوماسية الأمريكية لصالح صهر الرئيس ومستشاره "جاريد كوشنر".

ففي واحدة من أكثر اللحظات حرجا له، أثناء توليه رئاسة الدبلوماسية الأمريكية، فوجئ "تيلرسون" بوجود نظيره المكسيكي "لويس فيديجاراي" في واشنطن عندما دخل أحد المطاعم ووجده يتناول العشاء مع "كوشنر".

وكشف وزير الخارجية السابق أنه كان قد وصل للتو لتناول العشاء في أحد مطاعم واشنطن عندما أبلغه مالك المطعم بأن "فيديجاراي" جالس إلى إحدى الطاولات في حالة ما إذا كان يرغب في تحيته.

وأضاف "تيلرسون" للجنة مجلس النواب الأمريكي "رأيت تغير لون وجه وزير خارجية المكسيك وابتسمت ابتسامة عريضة وقلت: مرحبا بك في واشنطن".

ووجه وزير الخارجية السابق حديثه لـ"فيديجاراي" و"كوشنر" قائلا: "لا أريد أن أقطع عليكما ما تقومان به"، ثم خص الأول بالقول: "اتصل بي في المرة القادمة التي تأتي فيها إلى المدينة"، ثم غادر المطعم.

وفي مناسبة أخرى، لم يعلم "تيلرسون" ولا "جيم ماتيس"، وزير الدفاع الأمريكي آنذاك، بأن السعودية والإمارات تخططان لفرض حصار على منافستهما الإقليمية (قطر) رغم إبلاغ "كوشنر" بذلك خلال عشاء سري مع مسؤولين بحكومتي البلدين.

وقال "تيلرسون" في شهادته: "غضبت لذلك.. لأنني لم أشارك في الأمر. لم يتم التعبير قط عن وجهات نظر وزارة الخارجية".

وفي السياق، أشار وزير الخارجية السابق إلى علاقة "كوشنر" بولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، وسفرياته المتكررة إلى الشرق الأوسط "دون التشاور مع السفارات الأمريكية".

وعندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر وفرضت عليها حصارا بزعم دعمها الإرهاب،  كان "ترامب" يميل إلى تأييد دول الحصار الرباعي، قبل أن يتراجع ويثني على أمير قطر ويصفه بأنه "مناصر كبير" لمكافحة تمويل الإرهاب، و"رجل عظيم وصديق" بعد تدخل وزير خارجيته السابق.

وبدا أن "تيلرسون" يحمل رؤية متعارضة مع اتجاه "ترامب" آنذاك، إذ صرح بأن "الحصار الذي تفرضه دول خليجية على قطر غير مقبول"، مشددا على ضرورة "بقاء مجلس التعاون الخليجي موحدًا".

يذكر أن وزير الخارجية السابق قدم شهادته في مقابلة مغلقة مع قادة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، استمرت 7 ساعات، وتم توثيقها في 143 صفحة.

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

نيكي هيلي: تيلرسون وكيلي حاولا دفعي لتقويض سلطة ترامب

كيف يؤثر الاستقطاب داخل أمريكا على سياستها الخارجية؟

دبلوماسية جاريد كوشنر.. تنازلات مباغتة واختراقات نوعية