سيطرت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية، المعترف بها دوليا، على صواريخ متطورة أمريكية وصينية الصنع، بعد تحريرها مدينة غريان، جنوبي طرابلس، من قبضة قوات شرق ليبيا، بقيادة اللواء المتقاعد "خليفة حفتر"، فيما أعلنت واشنطن أنها تتحقق من صحة تلك المعلومات، نظرا لعدم قانونية وجود تلك الصواريخ المتطورة بحوزة قوات "حفتر".

وعرض مسؤولون من قوات الوفاق على الصحفيين، السبت، أسلحة قالوا إنه تم الاستيلاء عليها ومن بينها صواريخ "جافلين" المتطورة أمريكية الصنع المضادة للدبابات.

كما عرضوا أيضا قذائف مدفعية موجهة بالليزر صينية الصنع وقالوا إنه تم الاستيلاء أيضا على طائرات مسيرة قتالية وأسر نحو 150 فردا.

ولوحظ أن صواريخ "جافلين"، التي تم عرضها على الصحفيين، كان مدونا عليها عبارات تفيد أنها تابعة للقوات المسلحة الإماراتية، وهي إحدى داعمي "حفتر" الأساسيين.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن متحدث باسم الخارجية الأمريكية قوله: "نحن نأخذ على محمل الجد كل المزاعم المتعلقة بسوء استخدام معدات دفاعية أمريكية المنشأ. نحن على علم بهذه التقارير ونبحث عن معلومات إضافية".

وكانت تقارير للأمم المتحدة قد ذكرت في السابق أن الإمارات ومصر تسلحان الجيش الوطني الليبي الذي يقوده "حفتر" منذ عام 2014.

ونقلت "رويترز" عن المحلل الأمني الإسرائيلي "عوديد بيركوفيتز"، الذي يعمل بشركة "ماكس" للاستشارات، قوله إنها المرة الأولى التي تظهر فيها صواريخ "جافلين" في الصراع بليبيا.

وأضاف قائلا: "الأسلحة نفسها متطورة للغاية لكنها لا تغير قواعد اللعبة في ليبيا.. الأمر الحقيقي الذي يغير قواعد اللعبة سياسيا هو أن أنظمة تسليح أمريكية متطورة قد سُلمت إلى طرف ثالث وهذا قد يدفع الولايات المتحدة لمعارضة الإمارات ودعمها للجيش الوطني الليبي".

وكانت قوات "حفتر" قد شنت هجوما على تركيا، منذ ساعات، حيث اتهمتها بمحاولة احتلال ليبيا، بينما أصدر "حفتر" أوامر باعتقال كافة الأتراك الموجودين على الأراضي الليبية، وذلك بعد ساعات من سقوط مدينة غريان في يد قوات الوفاق.

ومنذ 4 أبريل/نيسان الماضي، تشهد العاصمة الليبية طرابلس معارك مسلحة، إثر إطلاق "حفتر" عملية عسكرية ضدها، وسط تنديد دولي واسع ومخاوف من تبدد آمال التوصل إلى أي حل سياسي للأزمة.