انتقد المرشد الإيراني الأعلى "علي خامنئي" من يعتبرون الحج مجرد شعائر دينية، مؤكدا أنه "عمل سياسي إلى جانب كونه مناسك عبادية"، حسب تعبيره.

وأوضح "خامنئي"، خلال استقباله المسؤولين المعنيين بشؤون الحج في إيران، أن "الدفاع عن المظلومين مثل اليمنيين والفلسطينيين عمل سياسي، وهو ذات التعاليم الإسلامية، وهو واجب، والبراءة من المشركين فريضة"، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).

وأضاف: "عداء المستكبرين وأمريكا الحقيقي للشعوب المسلمة هو العداء للحقائق الإسلامية التي لو تخلوا عنها لزال العداء.. أعداء الأمة الاسلامية سيضطرون في النهاية للركوع في مواجهة الإسلام".

ونوه "خامنئي" إلى المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتق المسؤولين عن مناطق الحج بالسعودية، قائلا: "يجب احترام الحجاج وصون كرامتهم؛ لأنهم ضيوف الرحمن (..) وعلى المسؤولين عن الحج (في السعودية) التعامل بأسلوب مناسب مع الحجاج خلال فترة تواجدهم في مكة والمدينة".

وحذر المرشد الإيراني المسؤولين السعوديين من إضفاء الطابع الأمني على أجواء الحج، قائلا: "هم عندما يمنعون هذه التحركات السياسية إنما يمنعونها بسياسة مناهضة للدين.. يقولون ليس لكم الحق في أن تنتقدوا أمريكا.. فهذه حركة سياسية شيطانية".

وجاءت تصريحات "خامنئي" بعد يوم من انتقاد النائب الأول للرئيس الإيراني "إسحاق جهانغيري" لما سماها "العراقيل التي تضعها الحكومة السعودية أمام نقل الحجاج الايرانيين هذا العام"، داعيا وزارة الخارجية إلى تقديم اعتراض بهذا الشأن إلى الرياض.

وأشار "جهانغيري"، خلال حديثه في اجتماع المجلس الأعلى للحج والزيارة في ايران، الثلاثاء، إلى حضور أكثر من 86 ألف إيراني في موسم الحج العام الجاري، مؤكدا "ضرورة التعاون والتنسيق بين جميع الأجهزة والمؤسسات المعنية من أجل الحفاظ على عزة وكرامة الحجاج الإيرانيين في أرض الوحي".

واستأنفت السلطات الإيرانية عام 2017 إرسال حجاجها إلى السعودية بعد مقاطعتها للحج في 2016 إثر اتهامها لحكومة المملكة بأنها لم تتعهد بالحفاظ على أرواح الحجاج الإيرانيين بعد حادث التدافع الذي وقع في موسم الحج عام 2015، وأدى إلى مقتل 769 شخصا على الأقل، معظمهم إيرانيون، وإصابة 694 آخرين، حسب الرواية الرسمية السعودية، فيما أفادت تقارير إعلامية بأن المأساة أودت بحياة 2121 شخصا.

وفي يونيو/حزيران 2018، توصلت إيران والسعودية إلى اتفاق حول تسوية قضية الحجاج الإيرانيين تم بموجبه فتح مكتب رعاية مصالحهم في المملكة، التي استقبلت في ذلك العام 85 ألف حاج إيراني.