تضارب الترجمات يكشف تشوش محادثات الأفغان بالدوحة

الاثنين 15 يوليو 2019 12:59 م

"إنجاز كبير، لكن فقط وفق المعايير البائسة لـ40 عاما من الصراع في أفغانستان".. هكذا وصفت مجلة "الإيكونوميست" الإعلان الصادر، الثلاثاء الماضي، عن أول حوار بين ممثلين عن حركة "طالبان" الأفغانية وآخرين عن الحكومة "بصفتهم الشخصية" في العاصمة القطرية (الدوحة)، مشيرة إلى تضارب في ترجمات الإعلان الصادر عن اللقاء يؤشر إلى تشوش في محادثات الطرفين.

ويعود وصف المحادثات بالإنجاز إلى حقيقة أن الطرفين لم يجلسا للحوار من قبل، إذ تصر "طالبان" على أن الحكومة الأفغانية مجردة دمية لنظام غير شرعي، ولذا رفض ممثلوها لقاء ممثلي الحكومة بصفتهم الرسمية، ليمثل اجتماع الدوحة جزئيا كسرا للجليد وعصفا ذهنيا حول "خريطة طريق للسلام" في أفغانستان، وفقا لما أوردته المجلة البريطانية.

وفي هذا الإطار، وعد مبعوثو "طالبان" بأن لا يهاجم مسلحو الحركة المدارس أو المستشفيات أو الأسواق، في مقابل تعهد ممثلي الحكومة الأفغانية بمحاولة وقف قتل المدنيين بالبلاد.

ورغم توفير الإعلان الصادر عن اللقاء خطوطا عريضة للمفاوضات المستقبلية حول اتفاق السلام بين الفرقاء الأفغان، إلا أنه ظل "غامضا"، وهو ما بدا جليا في اتفاق الجانبين على ضمان حقوق المرأة والنظام الإسلامي في البلاد.

فحقوق المرأة ستكون محمية "ضمن الإطار الإسلامي"، كما ينص الإعلان، الذي لم يحدد ما هو "الإسلام المقبول" وفق هذا الإطار، واكتفى بإقرار مأسسة النظام دون أن يشمل ذلك حل المؤسسات الحكومية مثل الجيش.

كما أن "طالبان" ترى ضرورة السماح بالتصويت في الانتخابات فقط لمن لديهم "معرفة إسلامية كافية" دون تحديد معايير هذه المعرفة.

ويقول ممثلو الحركة إنهم لا يمكنهم التفاوض بشأن أي شيء أقل من "نظام إسلامي محض"، وهو ما عبر عنه أحد القادة في غزنة (بلدة تقع على بعد 150 كيلومتراً جنوب العاصمة الأفغانية كابول)، بقوله: "بدون هذا النظام الإسلامي، فإن أي صفقة ستكون بالنسبة لي إساءة وعارا للآلاف من أبناء طالبان".

حفظ ماء الوجه

ورغم هذا الغموض، إلا أن الولايات المتحدة سعت لعقد هكذا اجتماع منذ فترة طويلة؛ لأنها تحتاج لإيجاد صيغة تحفظ بها ماء وجهها بعد سحب قواتها من أفغانستان، ويفترض أن يضمن أي اتفاق أفغاني مستقبلي عدم السماح بأن تصبح البلاد ملاذاً للإرهابيين.

لكن هكذا صيغة لا تبدو كافية لتأمين السلام في أفغانستان، فحتى قبل غزو القوات الأمريكية عام 2001 كانت البلاد مشتعلة، والسماح للقوات الأمريكية بالمغادرة دون أن تترك الفوضى وإراقة الدماء في أعقابها غير ممكن دون أن تجد اتفاق بين "طالبان" والجماعات الأفغانية التي قاتلتها ذات يوم.

التضارب في ترجمة الإعلان الصادر عن اجتماع الدوحة قدم مؤشرا على الصعوبات التي ستواجه المحادثات المشوشة، فبينما لم تذكر النسخة الإنجليزية الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، لم تذكر نسخة البشتو (لغة أفغانية رسمية أولى) أي ذكر لحماية حقوق المرأة، بحسب المجلة البريطانية.

كما أن "طالبان" لا تزال رافضة لمطلب الحكومة الأفغانية الرئيسي، وهو وقف إطلاق النار، وبينما تتعهد الحركة بحماية المدنيين، تقول إن الحرب يجب أن تستمر، باعتبار أن ضغوط هذه الحرب هي التي أدت إلى المفاوضات، ولذا يجب مواصلتها.

وفي هذا الإطار هاجم مقاتلو "طالبان" المباني الحكومية في غزنة وكابول، الأسبوع الماضي، ما أسفر عن إصابة عشرات الأطفال في المدارس القريبة.

وإذا كانت الجولة السابعة من المحادثات بين طالبان وأمريكا تؤشر إلى التقدم نحو جدول زمني لانسحاب أمريكي مقابل تعهد "طالبان" بعدم إيواء إرهابيين، فإن المحادثات بين الأفغان مرشحة لأن تكون أطول وأكثر تشوشا، لكنها تظل الطريقة الوحيدة لإنهاء عقود البلاد من العذاب.

المصدر | الخليج الجديد + الإيكونوميست

  كلمات مفتاحية

حركة طالبان أفغانستان

طالبان تتبنى قتل جندي أمريكي بأفغانستان

اختتام محادثات السلام بين أمريكا وطالبان

طالبان وخصومها يتعهدون بالحد من العنف

طالبان توافق على السماح للمرأة بالعمل والدراسة

أمريكا: المحادثات الأخيرة مع طالبان كانت الأكثر إنتاجية