قبائل باكستان.. من مرتع للحركات المسلحة إلى الانتخابات 

السبت 20 يوليو 2019 11:37 ص

يستعد ما يزيد على 2.8 مليون ناخب من "القبائل" الباكستانية، للإدلاء بأصواتهم، السبت، في أول انتخابات محلية منذ انضمام المنطقة المحاذية لأفغانستان، إلى ولاية "خيبر بختونخواه" عام 2018.

اقتراع يعتبر حدثا بالنسبة للمنطقة الواقعة شمال غربي باكستان، والتي كانت تعرف سابقاً باسم "منطقة القبائل ذات الإدارة الفدرالية" وتتألف من تكتل لسبعة أقاليم تتمتع بإدارة نصف ذاتية.

كما يعتبر الاقتراع، الأول للمنطقة منذ دمجها مع ولاية "خيبر بختونخواه" المجاورة، بموجب تعديل دستوري أقره البرلمان الباكستاني العام الماضي.

وسابقاً، كان سكان الأقاليم، التي أصبحت الآن مقاطعات، يشاركون فقط في انتخابات الغرفة السفلى للمجلس القومي الباكستاني أي البرلمان.

وبحسب بيانات لجنة الانتخابات، دعي أكثر من 2.8 مليون ناخب، بينهم 1.7 مليون من الذكور، و1.1 إناث، للإدلاء بأصواتهم، السبت لاختيار 16 نائباً من 285 مرشحاً يتنافسون لتمثيلهم في مجلس الولاية.

ومن ضمن المرشحين امرأتان، رشح إحداهما حزب "عوامي" القومي، والثانية مرشحة عن حزب "الجماعة الإسلامية".

أما أهم الأحزاب السياسية المشاركة، فهي "حركة الإنصاف" الحاكم، وحزب المعارضة الرئيسي "الرابطة الإسلامية الباكستانية -جناح نواز"، وحزب الشعب الباكستاني (يسار- وسط)، والجماعة الإسلامية، إضافة إلى جماعة العلماء الإسلامية، وحزب عوامي القومي، وحركة التحفظ البشتونية.

وحصدت حركة التحفظ البشتونية، التي تحظى بشعبية في ولايتي وزيرستان الشمالية والجنوبية بمنطقة القبائل، واللتين ترزحان تحت وطأة العنف، كلاً من مقعدي الولايتين بالمجلس القومي (البرلمان) في انتخابات العام 2018.

لكن النائبان عن الولايتين اعتقلا على خلفية ادعاءات بمهاجمتهما نقطة عسكرية في وزيرستان الشمالية، خلال مظاهرات جرت في مايو/ أيار الماضي.

ومن المرجح أن تفوز "حركة الإنصاف"، حزب رئيس الوزراء الحالي عمران خان، بالعدد الأكبر من المقاعد بالنظر إلى أنه الحزب الوحيد الذي قدم مرشحين في كل الدوائر الانتخابية وعددها 16.

كما يتمتع حزب الجماعة الإسلامية بفرصة عالية لكسب مقاعد في معقله مقاطعة "باجاور"، بينما من المتوقع أن ينال حزب جماعة علماء المسلمين، وهو أيضاً واحد من الأحزاب الإسلامية القوية، نجاحاً في كل من مقاطعتي وزيرستان الجنوبية وقرّام.

وبالإضافة إلى المقاعد الـ16، توجد 5 مقاعد إضافية، 4 منها مخصصة للنساء وواحد للأقليات، ستقوم الأحزاب باقتسامها بالتماشي مع نسب الأصوات التي سيحصدونها في الانتخابات.

وقامت لجنة الانتخابات بإنشاء ألف و896 مركز اقتراع، 450 منها أعلن "مركزاً حساساً".

واستعانت اللجنة بقوات من الجيش لتأمين عملية الاقتراع، حيث تعاني المنطقة من خطر هجمات محتملة لمسلحين.

وتشهد المقاطعات السبع ذات الطابع العشائري، حملات انتخابية غير مسبوقة بعد أن كانت تعتبر في الماضي، معقلاً للمجموعات المسلحة، وخصوصا وزيرستان الشمالية، مركز التنظيم الأم لحركة طالبان الباكستانية.

وشن جيش البلاد حملة عسكرية واسعة في كل من مقاطعتي وزيرستان الشمالية وخيبر، في 2014، بهدف الحد من نفوذ حركة طالبان الباكستانية والجماعات المسلحة المرتبطة بها.

وأدت العمليات العسكرية في المنطقة إلى تهجير أكثر من مليون ونصف شخص من القبائل، معظمهم من مقاطعات وزيرستان الشمالية والجنوبية وخيبر.

وبحسب بيانات رسمية، فقد عاد 90 في المائة من النازحين إلى مناطقهم بعد انتهاء العمليات.

وعقب انتخابات السبت، ستحظى المقاطعات السبع بحق اللجوء إلى المحكمة العليا في بيشاور والمحكمة الدستورية في باكستان لأول مرة.

وكانت المنطقة تخضع لقانون يعود للحقبة الاستعمارية البريطانية، حيث لم يكن يحق للسكان الاعتراض على الحاكم الذي كان يعرف باسم "العميل السياسي" أو "الجيرغا" (مجلس الحكماء)، أو تقديم أي دعوى ضده في أي محكمة في البلاد.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

"عمران خان" يؤدي اليمين رئيسا لحكومة باكستان

«عمران خان» يعلن فوزه في الانتخابات التشريعية الباكستانية

انتخابات باكستان .. تصفية حسابات بين «الدولة العميقة» والسلطة السياسية