إسرائيل .. والتفكير باستراتيجية جديدة

الجمعة 19 يونيو 2015 04:06 ص

اعتبر تقرير نشرته صحيفة الاتحاد الإماراتية أن الأحداث الدموية المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط، أصبحت تجبر إسرائيل على التفكير باستراتيجية جديدة.

وجاء في التقرير الذي نشرته الصحيفة اليوم السبت أن إسرائيل استطاعت هزيمة الدول العربية وفق استراتيجيات أدت إلى إخراج دول من الصراع العربي الإسرائيلي عبر «معاهدات سلام»، ورغم أن قادة إسرائيل منذ تأسيس «دولتهم»، يؤمنون بالقوة العسكرية الإسرائيلية كعنصر أساسي في المحافظة على بقاء الدولة عبر توجيه الضربات الاستباقية الخاطفة ونقل المعركة إلى أرض «العدو»، إلا أن الأحداث المتلاحقة في الشرق الأوسط تجعل إسرائيل تفكر في استراتيجية جديدة.

وأضاف أن الضربات الاستباقية ونقل المعركة إلى أرض «العدو» أسقطتهما الصواريخ الفلسطينية والعربية، ولم يعد هذان العنصران قادران على الحسم، خاصة في الوقت الذي تستغل فيه إيران هذا الوضع لتوسيع نفوذها قرب «حدود» إسرائيل، في ظل تنظيمات دينية متشددة، جاهزة لملء الفراغ.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الأمر جعل العديد من السياسيين والمحللين الإسرائيليين يطالبون بالبحث عن استراتيجية جديدة، بعد أن أسقطت الاستراتيجية القديمة السابقة «تنظيمات» وليس دول، وبعد أن تبين لهم عظم مخاطر تأثيرات المحيط العربي على «الداخل الإسرائيلي».

وركز مؤتمر «الأمن القومي الإسرائيلي» الخامس عشر الذي نظمه مركز هرتسيليا مؤخراً على البحث عن وسائل تحسين قدرة إسرائيل لمواجهة المخاطر الناجمة عن التحولات التي طرأت على بيئتها الإقليمية، واستغلال فرص مستجدة.

وحذر الإسرائيلي «رون تيرا»، في بحث جديد معد خصيصاً لـ«معهد دراسات الأمن القومي» (INSS)، إسرائيل من التورط في مغامرات مكلفة تستهدف محاولة القيام بـ«هندسة سياسية» لمناطق عربية، وفقا لما جاء في الصحيفة.

وقال تيرا إن «أفضل طريقة لإسرائيل للنجاة من العاصفة الإقليمية تكمن في اعتماد استراتيجية «سور دفاعية»، مدعومة بقدرة معزّزة على تسديد ضربات بعيدة المدى، والتعاون مع القوى والدول العربية التي تنجح في البقاء».

وأضاف أن «البيئة المحيطة بنا آخذة في التبدل بشكل أساسي، وهناك فراغ يتكوّن من حولنا، فقد دخل لاعبون جدد إلى هذا الفراغ أقوى بكثير من اللاعبين القدامى، فإيران أقوى بكثير من سوريا».

وختم «تيرا» بالقول إن «التعاون الإقليمي مع أكبر عدد ممكن من اللاعبين هو مفتاح هذه الاستراتيجية حتى لو تبين أن الكثير من هذه العلاقات مؤقتة، وهشة، وسرية. وينبغي على إسرائيل أن تسلّح وتشارك في تمويل مجموعات عرقية مثل: الأكراد، والدروز، وغيرهم، علاوة على ذلك، هناك إمكانية لتحقيق توازن مع جماعات محلية مثل (جبهة النصرة) في جنوب مرتفعات الجولان السورية».

وفيما يخص المسألة الأخيرة، قال المحلل السياسي الإسرائيلي يعقوب لابين إنه «بالنسبة لكل من إسرائيل والنصرة، يبدو أن الأهم هو منع إيران وحزب الله من إقامة موطئ قدم لهما في هذه المنطقة، وبالتالي من الممكن التوصل إلى حالة من التجاهل المتبادل مع النصرة».

وفي سياق تبرير ما سبق، يأتي طرح وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون أن إسرائيل تتعامل مع الأوضاع الحساسة في منطقة حدودها الشمالية بصورة غاية في الدقة، مثل مبضع الجرَّاح كي تتجنّب انقضاض كل القوى النشطة في تلك المنطقة عليها إذا ما أخطأت في حساباتها.

وفي مقال لافت، كتب «إفرايم هليفي»، الرئيس السابق لجهاز «الموساد» ولـ«مجلس الأمن القومي الإسرائيلي»، أنه «في السنوات الأخيرة، أولى قادة الدولة وزنا متزايداً لمفهوم استراتيجي ثالث هو ردع العدو. وبناءً على ذلك، وفي حالات كثيرة، تحدّدت غايات هذه الحملة العسكرية أو تلك بهدف «إعادة الردع».

وأضاف أن الحكومة الجديدة مطالبة بألا تستمع إلى استعراض حول قدرات العدو وقدرات إسرائيل فيما يتعلق بالتصدي للأعداء فقط، بل أيضاً القيام بمراجعة جذرية لكل المفاهيم التي عملت إسرائيل بموجبها في العقود الأخيرة ومراجعة الأهداف التي وضعتها لنفسها.

وختم هليفي قائلا: «ثمة ضلع حيوي آخر للنهج الأمني هو الجانب السياسي. فإسرائيل التي تحرص، منذ سنوات عديدة، على تحقيق ردع متبادل مع كيانات غير دولتية ليست مسألة فلسفية فقط، فالحكومة مطالبة بأن تحدّد لنفسها بوضوح ما هو موقف إسرائيل من عدويها حزب الله وحماس، وكذلك من السلطة الفلسطينية، إذ ليس لدى إسرائيل قول صريح بشأن هذه المسألة».

ويؤكد «عاموس يادلين»، جنرال الاحتياط ومدير «معهد دراسات الأمن القومي»، على ضرورة عودة إسرائيل إلى المبدأ الذي وُضع في خمسينيات القرن الماضي وستينياته وهو : «إلقاء المسؤولية على الدولة التي يستخدم العدو أراضيها لشن هجمات ضد إسرائيل».

  كلمات مفتاحية

إسرائيل الشرق الأوسط

الدور الحيوي الذي يلعبه مركز هرتسليا في (إسرائيل )

تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: الأسد مستقر .. وحزب الله سيبادر لعمليات في الجولان

تطاول «الأقزام» والأفق المصري المسدود