استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هل يتراجع النفوذ الروسي في سوريا؟

الأربعاء 24 يوليو 2019 03:44 م

هل يتراجع النفوذ الروسي في سوريا؟

الحرب الروسية الضخمة بالشمال لم تحتل سوى واحد بالمئة من الأراضي السورية.

صعّدت أنقرة مواجهتها الصامتة مع روسيا بدعم فصائل الثوار بالصواريخ والقذائف واستهدفت فصائل موالية لها قاعدة حميميم الروسية.

يتصاعدالاستنزاف المالي والبشري الروسي فوجود 62 ألف جندي روسي وعمليات عسكرية متزايدة، يكلّف الكثير من المال.

نفوذ روسيا يتراجع بسوريا مع استنزاف عسكري يومي لقوات النظام الموالية لها وصراعها على المناصب العسكرية والأمنية للنظام مع إيران.

*     *     *

منذ اليوم الأول استهدف الطيران الروسي والصواريخ الروسية المدنيين السوريين وبناهم التحتية من أسواق ومساجد ومشافٍ ومدارس، والذي نجم عنه تشريد مئات الآلاف من المدنيين، مع نزيف أخلاقي ومعنوي يتواصل ويستمر منذ تلك الفترة.

لكن السقوط الحر تزايد في الفترة الأخيرة، لا سيّما بعد إعلان روسيا عن مشاركة عملية ومباشرة في معارك الشمال السوري عبر قواتها الخاصة «سبيتناز»، والتي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفها.

مع عجز لثلاثة أشهر متواصلة عن تحقيق انتصار عسكري -ولو بسيط- على فصائل تفتقر إلى أبسط الأسلحة النوعية التي تقف في وجه دولة عظمى مثل روسيا. بل وذهب خبراء بمجلة «فورين بوليسي» إلى أن هذه الحرب الروسية الضخمة لم تستولِ سوى على 1% من الأراضي السورية.

فشل الفيلق الخامس، الذي شكّلته روسيا نتيجة المصالحات في درعا وريفي دمشق وحمص، في إحراز أي تقدّم عسكري بمعارك ريفي حماة وإدلب، والتي كانت تأمل أن تستغني به عن القوات الإيرانية وميليشياتها الطائفية التي وضعتها روسيا بدورها على طاولة المساومات مع الأميركيين والإسرائيليين.

فكانت النتيجة انهيار الفيلق الخامس، بل وتعرّضه لانشقاقات كبيرة والتحاق المنشقين بصفوف الثوار من جديد، ونشوب اقتتال داخلي كبير بينه وبين قوات النظام السوري، وصل إلى حد تصفية قوات النظام بعض عناصره بحجة هروبه وعدم صموده في وجه الثوار.

ترافق هذا مع التوتر الصامت الحاصل بين الوجود الروسي والإيراني في سوريا، مع رفض طهران المشاركة في القتال الأخيرإلى جانب القوات الروسية في معركة ريفي حماة وإدلب، زاد من الفجوة بينهما الضغوط الدولية على إيران وحاجة الأخيرة إلى تركيا كقاعدة اقتصادية خلفية لها بسبب الحصار المضروب عليها.

بينما صعّدت أنقرة من المواجهة الصامتة مع روسيا، بدعم فصائل الثوار بالصواريخ والقذائف، فوصلت لأول مرة بأن تستهدف فصائل موالية لها قاعدة حميميم الروسية، وهي التي كانت هدفاً حصرياً لهيئة تحرير الشام، المتهمة دائماً روسياً باستهداف القاعدة، وهو المبرر لها بشنّ هجمات على المناطق المحررة.

الواضح أن الاستنزاف المالي والبشري الروسي في سوريا إلى تصاعد، فوجود ما يقارب 62 ألف جندي روسي، بالإضافة إلى العمليات العسكرية المتزايدة، يكلّف الخزينة الروسية الكثير من المال.

هذا إن علمنا أن أقل طلعة جوية لطائرة حربية روسية عادية تكلف في حدود 75 ألف دولار، فلنا أن نتخيل إذا كان عدد الطلعات الجوية الروسية خلال الأشهر الثلاثة الماضية أكثر من 3000 طلعة جوية، ناهيك عن الاحتياجات الأخرى الضخمة.

بالتأكيد، فإنه لا مصلحة لموسكو بقطع العلاقة مع أنقرة، ولا مصلحة للأخيرة بقطعها مع موسكو. وفي ظل الحاجة المتبادلة، ومع رغبة موسكو في إبعاد أنقرة عن «الناتو» بصفقة «أس 400»، وهو ما يقلق الغرب وأميركا تحديداً.

تظل اللعبة في سوريا أقل بكثير من مصالح الطرفين الكبرى؛ ولكن الأوضح اليوم هو أن النفوذ الروسي يتراجع في سوريا، لا سيّما مع الاستنزاف النخبوي العسكري الكبير واليومي لقوات النظام الموالية لها، بالإضافة إلى صراعها هي نفسها على كسب المراكز والمناصب العسكرية والأمنية للنظام مع الإيرانيين.

* د. أحمد موفق زيدان كاتب صحفي وإعلامي سوري.

المصدر | العرب القطرية

  كلمات مفتاحية

3 مليارات دولار حجم الإنفاق العسكري الروسي بسوريا خلال 30 شهرا