وثائق: هواوي طورت شبكة هاتفية تسهل التجسس لكوريا الشمالية

الخميس 25 يوليو 2019 06:43 م

كشفت صحيفة أمريكية عن وثائق داخلية لهواوي الصينية، قالت إنها تفضح مساعدة الشركة لحكومة كوريا الشمالية، سرا، على بناء وصيانة شبكة تجارية للاتصالات الهاتفية اللاسلكية، تسهل التجسس على المواطنين.

وذكرت "واشنطن بوست" أن الوثائق، التي حصلت عليها من موظفين عملوا في هواوي، تثبت أن شبكة الموبايل "كوريولينك" في كوريا الشمالية، التي تم إطلاقهh عام 2008، أسست بمساعدة من هواوي، وبمشاركة شركة صينية أخرى هي "باندا الدولية لتكنولوجيا المعلومات".

وأضافت أن هواوي شاركت مع باندا في مشاريع بكوريا الشمالية على مدى 8 سنوات على الأقل، حيث بدأ التعاون بينهما مع زيارة رئيس كوريا الشمالية السابق؛ "كيم جونغ إل"، لمقر هواوي عام 2006.

ومارس موظفو الشركتين مهامهم بكوريا الشمالية، في "مكتب" داخل أحد الفنادق رخيصة الثمن، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وتابعت "واشنطن بوست"، في تقريرها المنشور يوم الإثنين، أن هواوي وفرت البنية التحتية الخلوية وإدارة الشبكات والتشفير لـ "كوريولينك"، التي تمكن حكومة كوريا الشمالية من التجسس على المستخدمين، فيما دعمت "باندا" نقل معدات خاصة، مثل محطات البث الرئيسية والهوائيات إلى كوريا الشمالية؛ للعمل على بناء شبكات اتصالات الجيل الثالث.

ويمكن تصميم الشبكة الكورية الشمالية من إخضاع أي مستخدم للتنصت من خلال بوابات إلكترونية تدعمها هواوي، وتتيح للسلطات اعتراض المكالمات والرسائل النصية والبيانات وحتى الفاكسات.

وتضمنت الوثائق مستندات وجداول بيانات، رأى مسربوها أنها تحتوي على معلومات متاحة للعامة وليست سرية، وتشير إلى كوريا الشمالية برمز A9 دون أن تذكر اسمها صراحة.

وبحسب الصحيفة الأمريكية فإن الشركة الصينية أرادت، عبر هذا الترميز، إخفاء عملها في كوريا الشمالية؛ مشيرة إلى أنها "ربما فعلت الشيء ذاته مع إيران وسوريا".

ولفتت واشنطن بوست إلى أن شبكة الاتصالات في كوريا الشمالية مقيدة للغاية بالنسبة للسكان المحليين، إذ لا يمكنهم إجراء مكالمات دولية أو الوصول إلى الإنترنت، ومخففة نسبيا للزائرين، الذين يحظر عليهم إجراء مكالمات محلية أو الاتصال بإنترنت الدولة، فيما تستخدم النخبة الحكومية تشفيراً محلي الصنع لضمان عدم مراقبة المحادثات.

وأكدت الصحيفة أن "هواوي" تولت اختبار مدى نجاح هذا التشفير، في حين قدمت "باندا" برامج دعم له.

ويمكن أن تعرض هذه الوثائق شركة هواوي لمزيد من العقوبات الأمريكية، إذ أن واشنطن فرضت حظرا على تصدير أي معدات أمريكية إلى شركة باندا الصينية، على خلفية الاشتباه في تقديمها معدات تقنية للجيش الصيني أو إلى دول تحت طائلة العقوبات الأمريكية.

وتستخدم هواوي مكونات أمريكية في منتجاتها، ما يعني احتمال انتهاكها للوائح التصدير الأمريكية، التي تحظر توريد معدات تحتوي على أكثر من 10% من المكونات الأمريكية إلى بيونغ يانغ.

وتحقق وزارة التجارة الأمريكية، منذ عام 2016، في علاقات هواوي المزعومة مع سلطات كوريا الشمالية، لكن الوزارة لم تستطع أن تؤكد رسميا وجود مثل هذه الصلات.

ومن جانبها، رد متحدث باسم هواوي على ما أوردته "واشنطن بوست" بأن الشركة "ليس لها وجود تجاري" في كوريا الشمالية، ولا تقوم بأعمالها هناك، وهو تصريح لا يتنافى ضمناً مع مضمون تقرير الصحيفة الأمريكية، الذي لم يدع أصلا أن الشركة الصينية تقوم بالعمل رسمياً وباسمها في بيونغ يانغ.

ولم يذكر المتحدث ما إذا كانت هواوي قد عملت سابقًا في كوريا الشمالية من عدمه، كما لم يؤكد أو ينكر شرعية المستندات الواردة بتقرير "واشنطن بوست".

وبحسب الصحيفة الأمريكية فإن هواوي لم تعد تدير شبكة "كوريولينك"، التي تضاءلت إلى حد كبير في عدد المستخدمين لصالح شبكة "كانج سانج"، التي أطلقت في عام 2013.

وبينما رفضت وزارة التجارة الأمريكية التعليق على تقرير "واشنطن بوست"، قال أحد المسؤولين بوزارة الخارجية إن الوثائق تدعم "قلقًا عامًا" من أن شركة هواوي لا يمكن الوثوق بها.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

هواوي كوريا الشمالية واشنطن بوست التجسس الإلكتروني

توقعات بموعد كشف هواوي نظام تشغيلها الخاص "هونج مينح"

صحيفة أمريكية: موظفون في هواوي تجسسوا على معارضين أفارقة

قراصنة كوريا الشمالية استهدفوا الكويت إلكترونيا لتمويل برنامج عسكري

هواوي تنفي تقارير حول تجسسها على معارضين جزائريين