فايننشال تايمز: العقوبات الأمريكية كبحت التجارة الإيرانية مع الإمارات

السبت 27 يوليو 2019 11:29 م

سلطت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، الضوء على تداعيات العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على إيران، على العلاقات التجارية بين الأخيرة والإمارات.

وذكرت الصحيفة أن العقوبات الأمريكية على طهران أثرت في تجارة إيران مع دولة الإمارات، وقوضت على وجه الخصوص وضع إمارة دبي كمركز تقليدي للأعمال المرتبطة بإيران.

ومنذ خروج الولايات المتحدة في 8 مايو/أيار 2018 من الاتفاق النووي الإيراني الذي وقع عام 2015،  وتواصل واشنطن فرض عقوبات على طهران تستهدف صادراتها النفطية.

وفي مرحلة لاحقة بدأت بتطبيق عقوبات مماثلة على الدول والشركات التي تواصل تجارتها مع إيران، في مسعى من الإدارة الأمريكية لوقف هذه التجارة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إماراتي رفيع قوله إن بلاده تتوقع تسجيل تراجع حاد في تعاملاتها التجارية مع إيران في النصف الأول من العام الجاري.

وعزا المسؤول -الذي لم تذكر الصحيفة اسمه- هذا التراجع إلى تأثير العقوبات الصارمة التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران وألقت بالتالي بظلالها على دولة الإمارات باعتبارها مركزا للتجارة والأعمال في منطقة الشرق الأوسط.

وبحسب المسؤول الإماراتي، فإن دبي ظلت مركزا تقليديا للمؤسسات التجارية الإيرانية العاملة خارج حدود بلادها، مشيرا إلى أن حجم تجارة دولته مع طهران ناهز 19 مليار دولار أمريكي، العام المنصرم.

وقال المسؤول الإماراتي إن التوتر المصاحب للتوترات المتزايدة في المنطقة، وانهيار العملة الإيرانية ومخاوف الشركات من انتهاك العقوبات الأمريكية جميعها عوامل أدت إلى الانخفاض الحاد في التجارة الثنائية.

ونوهت الصحيفة إلى ان التداعيات الاقتصادية على الإمارات توضح كيف أن المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران ترتبت عليها تأثيرات سلبية على منطقة الشرق الأوسط حتى بين الدول التي تدعم موقف واشنطن "المتشدد" تجاه إيران.

وأشارت إلى أن أبوظبي، عاصمة الإمارات وأغني إماراتها، كانت واحدة من أقوي المؤيدين للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، فيما يتعلق بتصعيده للضغوط على طهران.

وذكرت الصحيفة أنه لطاما كان ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد"، والحاكم الفعلي للإمارات، أحد الصقور ضد إيران، وكانت بلاده واحدة من الدول القلائل التي رحبت بقرار ترامب العام الماضي بالانسحاب من الاتفاق النووي الموقع في عام 2015.  

ولفتت إلى أن الإماراتيون يجادلون إن الاتفاق النووي جعل إيران أكثر جراءة. لكنهم يدركون أيضا مخاطر تحول بلادهم إلى هدف إذا أدت التوترات المتزايدة مع إيران إلى نشوب حرب واسعة النطاق.

وأوضحت الصحيفة إلى أنه على النقيض من الولايات المتحدة لم تلقي الإمارات باللائمة على إيران فيما يتعلق بشن هجمات تخريبية على 6 ناقلات للنفط قبالة ساحل الإمارات في مايو/أيار ويونيو/حزيران، بل خففت من لهجتها تجاه الجمهورية الإسلامية حيث تحدث المسؤولين في الإمارات عن الحادة إلى وقف التصعيد.

وأرجع الخبير المالي باتريك ميرفي، وهو شريك في مؤسسة كلايد آند كومباني القانونية، السبب في تهاوي العلاقة التجارية بين البلدين في جزء منها إلى الامتثال "الصارم" بالعقوبات الأمريكية من جانب المؤسسات المالية الرئيسية التي لا تريد التعامل مصرفيا مع عملائها الإماراتيين ممن لهم علاقات تجارية مع إيران، وذلك تفاديا منها للمخاطر المترتبة على انتهاك تلك العقوبات.

وأفادت الصحيفة بأن تراجع التعامل التجاري مع إيران يأتي في وقت تشهد فيه الإمارات نموا "باهتا" لاقتصادها منذ سنوات جراء ضعف أسعار النفط وارتفاع تكاليف المعيشة.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أنه في دبي، حيث تتركز معظم الشركات الإيرانية في الإمارات، انخفضت أسعار العقارات بنسبة لا تقل عن 25% مقارنة بعام 2014، كما تراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 1.9% في العام الماضي.  

ورأت الصحيفة أن التبعات الاقتصادية لأي نزاع يحدث في المنطقة سيكون "مدمرا" للإمارات، التي "أنشأت نموذجا تجاريا قائما على الموانئ البحرية والمطارات والسياحة والتجارة الإقليمية".

ولفتت الصحيفة إلى أن دبي تنفق أكثر من 8 مليارات دولار على البنية التحتية في الوقت الذي تستعد فيه لاستضافة المعرض التجاري الدولي Expo2020، في حين ان إمارة الفجيرة، تعد موطنا لواحدة من أكبر المراكز في العالم لنقل النفط.

وبالرغم من ذلك، أفاد رجال أعمال أن الإمارات تلتزم بالعقوبات الأمريكية على نحو أكثر صرامة مما كانت عليه في الأعوام السابقة. وعادة ما تشكو الشركات الصغيرة والأفراد الإيرانيون من تعليق خدماتهم المصرفية أو إلغائها بسبب تصورات أنه يشكلون مخاطر.

وتنسب الصحيفة إلى المسؤول الإماراتي أن أعداد الإيرانيين المقيمين في الإمارات تراجعت من 117 ألفا قبل 3 سنوات إلى 73 ألفا، بينما انخفض عدد الزائرين الإيرانيين إلى النصف، من 700 ألفا في 2016 إلى 350 ألفا فقط.

وتكشف الصحيفة أن العديد من الشركات التجارية والمؤسسات الأجنبية المرتبطة بعلاقات مع إيران، آثرت إجراء تعاملاتها التجارية معها عبر تركيا وسلطنة عمان وماليزيا بدلا من الإمارات.

وأشارت الصحيفة إلى القوة الشرائية للإيرانيين تضررت بسبب فقدان العملة الإيرانية (الريال) حوالي 60% من قيمته منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018.

المصدر | الخليج الجديد + فايننشال تايمز

  كلمات مفتاحية

العلاقات الإيرانية الإماراتية العقوبات الأمريكية على إيران عقارات دبي

وفد عسكري إماراتي يزور إيران لبحث تأمين سواحل البلدين

بنوك إماراتية تبدي استعدادها لمعالجة المعاملات المالية الإيرانية

لوب لوج: أبوظبي لن تنجح بتحجيم العلاقة بين دبي وإيران

4 مليارات دولار.. الإمارات ثالث مستورد من إيران عالميا

خلال 3 أشهر.. 55% نموا في التجارة الإيرانية الأمريكية