شبيجل: حرب ضروس خفية بين الدوحة وأبوظبي بالقرن الأفريقي

الأحد 28 يوليو 2019 08:03 م

سلط موقع "شبيجل" الألماني الضوء، على ما وصفها بأنها حرب ضروس تجري في الخفاء بين الإمارات وقطر، في منطقة القرن الأفريقي عبر البوابة الصومالية، وتحديدا في إقليم جوبالاند (أرض البنط) الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي.

وقال الموقع إن سلسلة العمليات الإرهابية التي تم تنفيذها في الصومال تشير إلى أنه لا يمكن لهذا البلد أن يستريح، موضحا أن الصومال لم يحظ بأي حكومة مناسبة منذ اندلاع الحرب الأهلية هناك في أوائل التسعينات.

وأضاف الموقع أنه بدلا من  السعي لإيجاد حكومة مناسبة، فإن من وصفهم بأمراء الحرب الفاسدين بجانب الإسلاميين المتشددين، يقاتلون من أجل الحصول على السلطة في الصومال، ذلك البلد الذي أصبح بشكل متزايد داخل محور اهتمام القوى العالمية والإقليمية بسبب موقعه الساحلي الإستراتيجي.

وبحسب الموقع الألماني، الذي استند إلى تقرير سابق لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فإن هذه الحرب التي قال إنها تدور بين الدوحة وأبوظبي في الصومال تستخدم فيها جميع الأسلحة والسبل المشروعة وغير المشروعة، على حد قوله؛ بغية بسط النفوذ على منطقة القرن الأفريقي ذات الأهمية الاستراتيجية الكبرى للدولتين الخليجيتين.

واستشهد الموقع بما يجري في إقليم جوبالاند، زاعما أن وجود ميناء "بوساسو" الذي تديره مجموعة إماراتية، في الإقليم يشكل "شوكة في عين قطر".

وزعم الموقع الألماني، أنه لهذا -واستنادا إلى تقرير "نيويورك تايمز"- فإن إسلاميين متشددين، بتكليف قطري، على ما يبدو، نفذوا هجمات مسلحة في المدينة.

وكانت "نيويورك تايمز"، قد نشرت تسجيلا في وقت سابق، يزعم أنه لحديث بين سفير قطر في الصومال "حسن بن حمزة بن هاشم" مع رجل الأعمال القطري "خليفة كايد المهندي"، الذي أبلغ السفير بأن الميليشيات نفذت تفجيرا في مدينة بوساسو الساحلية لتعزيز مصالح قطر، وإبعاد الإمارات عن استثمارات الموانئ هناك، قائلا: "أصدقاؤنا يقفون خلف التفجيرات الأخيرة".

لكن في المقابل نفت الدوحة بشكل قاطع التدخل في شؤون الدول الأخرى، وأكد مكتب الاتصال الحكومي في قطر، الثلاثاء الماضي، على أنّ السياسة الخارجية لدولة قطر، كانت ولا تزال، تدعم الاستقرار والازدهار في جميع دول العالم.

وشدد مكتب الاتصال على أن مضمون التعليقات المؤيدة لتفجير بالصومال، والواردة في تسجيل صوتي تضمنه تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" لا يمثل الدوحة.

وذكر مكتب الاتصال الحكومي، في بيان، أن "المهندي ليس، ولم يكن، مستشاراً من أي نوع لحكومة دولة قطر، ولا يمثل دولة قطر، وليس له الحق في التعليق نيابة عن الحكومة، وسنحقق معه وسيتحمّل مسؤولية تعليقاته، والتي كرّرنا تأكيد أنها لا تمثل مبادئنا".

ولفت المكتب إلى "أن دولة الإمارات العربية اتبعت في الصومال سياسة خارجية تسعى إلى التلاعب والسيطرة، في مقابل الدعم المالي"، في إشارة إلى المصدر المرجح لتسريب التسجيل المزعوم للصحيفة الأمريكية.

وأضاف الموقع الألماني أنه يبدو أن قضية التسجيل سببت حرجا كبيرا للدوحة التي أكدت أن رجل الأعمال "المهندي" لا يتحدث باسم الحكومة القطرية، وأنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية للصومال.

من ناحية أخرى ذكر "شبيجل" أن شركة الموانئ الإماراتية أثارت استياء مقديشو على خلفية تطويرها مرافئ في بربرة في أرض الصومال، التي لم يتم الاعتراف باستقلالها، وفي بونتلاند.

وبينما وقفت كثير من ولايات الصومال الفيدرالية إلى جانب الإمارات، يُنظر إلى الحكومة المركزية على أنها مؤيدة لقطر في خضم الأزمة الخليجية.

ولفت الموقع إلى أن الصومال تلك الدولة الفاشلة لديها موقع مهم للغاية، ولذلك فهي تتعاون أيضا بجانب قطر مع تركيا، ويوجد في مقديشو أكبر سفارة لأنقرة في العالم، كما تبني حكومة "أردوغان" قاعدة عسكرية في الصومال.

وازدادت حدة التنافس الإقليمي والدولي على التموضع ونشر الجيوش وتثبيت مواطئ الأقدام في دول القرن الأفريقي بشكل أكثر وضوحاً خلال عامي 2016 و2017.

وتعد منطقة القرن الأفريقي ذات أهمية إستراتيجية في تأمين مرور الطاقة والسفن التجارية، عبر مضيق باب المندب، لتجنب الإضرار بمصالح الدول جراء الصراع الداخلي في اليمن المطل على المضيق، وتفادي خطري الإرهاب والقرصنة.

وتعتمد بعض دول القرن الأفريقي على الاستثمار في موقعها الجغرافي المتميز على مضيق باب المندب، الذي يعد شرياناً حيوياً لنقل جزء مهم من الطاقة إلى السوق الأوروبية والعالمية.

المصدر | الخليج الجديد+ شبيجل

  كلمات مفتاحية

القرن الأفريقي الموانئ الصومالية العلاقت القطرية الصومالية العلاقات الإماراتية الصومالية

الإمارات تُمدد أذرعها في أفريقيا بشبكة مصالح اقتصادية وعسكرية

خريطة الصراع العالمي والإقليمي للسيطرة على باب المندب

لعبة شد الحبل في القرن الأفريقي وعواقبها