رفضت عائلات مسلمة في بريطانيا تطعيم أطفالهم بلقاح الإنفلونزا البخاخ، المدرج ضمن البرنامج الوطني للتطعيم المقرر إطلاقه في المدارس الشهر المقبل، بعد الكشف عن احتوائه على جيلاتين مستخلص من جلد الخنزير.
وكان المجلس الإسلامي البريطاني قد أصدر فتوى بتحريم الجيلاتين المستخلص من جلد الخنزير، والمواد المستخدم بها، بما فيها ذلك اللقاح.
وأبدى مسؤولون في قطاع الصحة تخوفهم من أعداد الأطفال المسلمين التي يتوقع أن تنسحب من البرنامج الوطني للتطعيم، بحسب موقع "ذا تليغراف".
وكان من المقرر تطعيم الأطفال بين سن الثانية والعاشرة داخل إنجلترا باستخدام لقاح الانفلونزا البخاخ للمرة الأولى.
وتوجد بدائل أخرى للقاح الإنفلونزا البخاخ الذي يستخدم فيه ذلك الجيلاتين، أبرزها الحقن، ولكنه متاح فقط للأطفال المعرضين لخطر أكبر، وفقا لصحيفة "ذا صن" البريطانية.
وكشف رؤساء بعض المجتمعات عن أن أغلبية العائلات المسلمين في بعض المناطق قد عبروا عن اعتزامهم سحب أولادهم من برنامج التطعيم.
وقالت الكلية الملكية للصحة العامة إن الوضع الحالي "زاد من خطر تفشي الإنفلونزا"، وطلبت الكلية من الحكومة توفير بديل "حلال" خال من الجيلاتين، حتى يتقبله المسلمون.
وبخاخ الإنفلونزا متوفر في إنجلترا منذ عام 2013، إلا أنه قدم تدريجيا لأطفال الحضانة الأصحاء، وقد أدى بالفعل إلى تقليص عدد الإصابات بالإنفلونزا.
وقال رئيس لجنة الأبحاث بالمجلس الإسلامي البريطاني "شجاع شفيع": "استشرنا العلماء، وهذا هو رأيهم، نحن بحاجة إلى لقاح آخر حلال".
ويعتقد الآباء أن اللقاح يحتوي على مادة الجيلاتين المستخرجة من لحم الخنازير، وهو أمر محظور الاستهلاك وفقًا للدين المسلمين.
ويقول المجلس الإسلامي البريطاني إن مجموعة من علماء الإسلام يرون أن "اللقاحات المحتوية على الخنازير غير مسموح بها في الإسلام، ما لم تتعرض الأرواح للخطر وحال عدم وجود بدائل".
وينظر إلى استهداف الأطفال باللقاح على أنه أمر حيوي، نظرا لاعتبارهم "الحاملين الفائقين للمرض" الذين ينقلونه إلى الفئات الضعيفة، مثل كبار السن.
ودعا الدكتور "شجاع شفيع" الحكومة وإدارة الصحة الوطنية إلى تقديم "لقاح بديل حلال".
في المقابل، حث مقدم الرعاية الصحية في إنجلترا الآباء المسلمين على إعادة التفكير، واستثناء اللقاح من الحرمانية، نظرا لأنه من الممكن "اعتباره مختلفا عن تناول الطعام".
