شهدت العلاقات الاقتصادية التركية السعودية نموا كبيرا في السنوات العشر الماضية التي سبقت الأزمة الخليجية ومقتل الصحفي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية بلاده في إسطنبول مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2018، ووصل حجم التبادل التجاري بين البلدين في العام 2016 إلى 5 مليار دولار أمريكي.

وبالرغم من مرور عدة أشهر على مقتل "خاشقجي" وزيادة حدة التوتر السياسية بين الرياض وأنقرة، وأيضا في ظل عدم ظهور انفراجه للأزمة الخليجية، لم يكن لتلك الأمور تأثير مباشر يذكر على التجارة بين البلدين بحسب الإحصاءات التركية الرسمية.

وارتفعت صادرات تركيا إلى السعودية في الثلاثة أشهر حتى فبراير/شباط 2019 بنسبة 16% عن الفترة ذاتها قبل عام.

لكن واقعة دخول 85 شاحنة تركية في ميناء ضباء السعودي يومها العاشر انتظارا للحصول على تصريح لدخول أراضي المملكة؛ أثار تساؤلات حول مصير العلاقات الاقتصادية بين أنقرة والرياض.

وفى هذا الصدد، يرى مراقبون أن هناك أزمة بالفعل ربما يكون أحد جوانبها سياسيا والجانب الآخر إجراءات سعودية حمائية غير معلنة لمنتجات محلية وفق رؤية 2030.

وفى تعليقه على تلك الأزمة الجارية، قال المستشار الاقتصادي والنفطي الدولي السعودي "محمد الصبان" إن عملية إيقاف الشاحنات التركية في الموانئ البرية السعودية، لم تكن قاصرة على تركيا.

وأضاف "الصبان" وفق تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية، الأربعاء، أنه على نفس المنوال كانت هناك توقيفات لشاحنات أخري أردنية وأوكرانية كانت تصدر البيض للمملكة.

وتابع أن هذا الأمر "تسبب في تضرر المنتجين المحليين، لذا فإن عملية الإيقاف للشاحنات التركية لا تحمل الطابع السياسي كما يصوره البعض".

وأضاف المستشار الاقتصادي "لو كانت عملية إيقاف الشاحنات التركية في الموانئ البرية السعودية لها بعد سياسي، فإن المملكة لن تتأخر في إعلان ذلك بكل وضوح وهي تحاول دائما أن تكون شفافة في مثل تلك الحالات".

وكانت وكالة "الأناضول" التركية الرسمية قد أكدت، الأربعاء، وجود 85 شاحنة قيد الانتظار في ميناء ضباء السعودي منذ 10 أيام، دون أن يصدر الجانب السعودي أي تفسيرات أو توضيحات لسبب الانتظار.

فيما أعلنت وزارة التجارة التركية أن اللقاءات الدبلوماسية بين البلدين مستمرة من أجل حل أزمة الشاحنات.