و. بوست: السعودية تخطط لتعزيز سمعتها بمنتدي إعلامي دولي

الأربعاء 31 يوليو 2019 09:52 م

تستضيف المملكة العربية السعودية، وهي واحدة من أخطر الأماكن في العالم للصحفيين، منتدىً إعلاميا وحفلا لتوزيع الجوائز الصحفية، في ما قالت المملكة إنها محاولة لتحعزيز سمعتها، وهو إعلان يأتي بعد أقل من عام من اغتيال الكاتب الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، كاتب العمود في صحيفة "واشنطن بوست".

وقال رئيس جمعية الصحفيين السعوديين إن الحدث السنوي "سيعزز اسم الرياض كعاصمة إعلامية عربية، وسيعزز سمعة المملكة كدولة رائدة في المجال السياسي والاقتصادي العالمي".

ولم تشر النشرة المؤقتة للمنتدى، التي جاءت في أقل من 200 كلمة، وتم نشرها على موقع وكالة الصحافة السعودية الحكومية، إلى مقتل "خاشقجي"، وهو إغفال غير مفاجئ، لأن المملكة رفضت تحقيقا من الأمم المتحدة وجد أن قادتها ربما كانوا متورطين في القتل.

لكن موقع المنتدى، وتوقيته، صدم الكثيرين بشدة.

وكتبت "ريبيكا فنسنت"، مديرة مكتب "مراسلون بلا حدود" في المملكة المتحدة، على موقع "مراسلون بلا حدود": "لن تنجح أي جائزة إعلامية في إصلاح الأضرار الكبيرة التي لحقت بالسمعة الدولية للسعودية في أعقاب مقتل جمال خاشقجي".

وتصدر منظمة "فنسنت"، وهي مجموعة عالمية لحرية الصحافة، فهرسا سنويا يصنف البلدان والمناطق بناءً على مقدار حرية الصحفيين هناك. وقد تراجعت المملكة هذا العام إلى المرتبة 172 من أصل 180 دولة، وهي أسوأ من دول صارمة أو خطرة مثل إيران والصومال.

وترجع العلامات السلبية إلى حد كبير إلى حملة ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" ضد المعارضين. ومنذ تعيينه عام 2017، بحسب ما قال موقع "مراسلون بلا حدود"، تضاعف عدد الصحفيين والمواطنين المحتجزين ثلاثة أضعاف، "ومعظمهم محتجزون تعسفيا، ويتعرضون بشكل محتمل للتعذيب".

ويقول تحليل المنظمة: "لا تسمح السعودية بأي وسائل إعلام مستقلة".

ومع ذلك، في وقت ما قبل نهاية العام، قالت المملكة إنها ستستضيف "المنتدى الإعلامي السعودي"، "لمناقشة التطورات والتحديات التي تواجه الصناعة".
ومن بين تلك التحديات، كما جادل المدافعون عن الصحافة داخل منظمة "مراسلون بلا حدود"، هو الموقف العدائي المتزايد تجاه الصحافة.

وكتبت المنظمة، في إشارة إلى مقتل "خاشقجي": "لم يعد مستوى العنف المستخدم في اضطهاد الصحفيين الذين يعارضون السلطات يعرف أي حدود. وبدافع الخوف على حيواتهم، يتحرك الكثير من الصحفيين في المنطقة بحذر أو يتوقفون عن الكتابة تماما".

وكان "خاشقجي" قد عاش في الولايات المتحدة في منفى فرضه على نفسه منذ عام 2017، عندما فر من المملكة خوفا من أن تتسبب انتقاداته لقيادة المملكة في تعريض سلامته للخطر. ورغم أن "بن سلمان" قال في البداية إن المملكة ليس لديها ما تخفيه، ظهرت تفاصيل مروعة عن لحظات "خاشقجي" الأخيرة في الأيام والأسابيع التي تلت اختفاءه.

وفي 31 أكتوبر/تشرين الأول، قام المدعي العام في تركيا بتفصيل عملية القتل التي نفذها فريق مؤلف من 15 رجلا تم إرسالهم من المملكة. وقال المدعي العام إن الوكلاء خنقوا "خاشقجي"، بعد فترة وجيزة من دخوله القنصلية، ثم قتلوه وقطعوه. ورغم تغيير المسؤوليين في الرياض قصتهم مرارا وتكرارا، واصل الرئيس "ترامب" دعم ولي العهد، واصفا إياه بأنه "شخص قوي يحب بلده حقا".

وضاعف "ترامب" من دفاعه عن "بن سلمان" حتى بعد أن خلصت وكالة الاستخبارات المركزية إلى أن ولي العهد أمر بالفعل باغتيال "خاشقجي". ووصف "ترامب" المملكة بأنها "حليف عظيم". ولكن في توبيخ حاد للرئيس، صوت مجلس الشيوخ، في ديسمبر/كانون الأول، لصالح إدانة "بن سلمان" في عملية القتل.

وفي هذا الصيف، أعاد تقرير الأمم المتحدة تركيز الاهتمام الدولي على دور "بن سلمان" في الحادث. وقد كتبت "أغنيس كالامارد"، المسؤولة عن التقرير، أن كل من استشارتهم وجدوا أنه "لا يمكن تصور أن يتم تنفيذ عملية بهذا الحجم دون علم ولي العهد، كحد أدنى، إن لم يكن قد أمر بها".

ودعت "كالامارد" إلى فرض عقوبات وإجراء تحقيق جنائي بمساعدة الأمم المتحدة في هذه المسألة.

ولم تحدد المملكة موعدا لمنتداها، لكن الصحفيين بدأوا بالفعل التعبير عن خوفهم من المصير الذي قد يصيب الحاضرين. وقد لخص "برايان ويتاكر"، المحرر السابق لقسم الشرق الأوسط في "الغارديان"، هذا الشعور في هذا المنشور الموجز على تويتر: "تخطط المملكة العربية السعودية لاستضافة منتدى إعلامي دولي. حسنا، إذا أردت الحضور فعلى مسؤوليتك الخاصة".

المصدر | واشنطن بوست

  كلمات مفتاحية

السعودية تطلق النسخة الأولى لمنتدى الإعلام بالرياض