اجتماع سري لأمراء الإمارات يكشف خفايا تغير موقفها من طهران

الخميس 1 أغسطس 2019 06:44 م

كشفت الأناضول عن تفاصيل  اجتماع سري إماراتي يوضح سر التحول في السياسات الخارجية للإمارات، ورغبتها في تحسين علاقاتها مع إيران.

وقالت الوكالة التركية، الخميس، إنها حصلت على معلومات من مصادر مقربة من جهات إماراتية مطلعة تفيد بأن أمراء دولة الإمارات، عقدوا اجتماعا سريا عقب إعلان إيران إسقاط طائرة أمريكية مسيرة في 20 يونيو/ حزيران الماضي.

وحضر الاجتماع كل من ولي عهد أبوظبي؛ "محمد بن زايد آل نهيان"، وأمير دبي، رئيس الوزراء الإماراتي؛ "محمد بن راشد آل مكتوم"، والذي انتقد خلال الاجتماع سياسة بلاده الخارجية، وشدد على ضرورة إعادة النظر فيها.

وخلال الاجتماع قال "بن راشد":  "علينا إعادة النظر بشكل كلي في سياساتنا الخارجية، ننفق يوميا مئات الملايين من الدولارات، فماذا نجني مقابل ذلك؟".

وأضاف "علينا أن نتخلى مباشرة عن سياسة التدخل في شؤون الدول، فهذه السياسة تكلفنا كثيرا ودون أي مقابل".

ولفت إلى ضرورة الامتناع عن إنفاق أموال ضخمة لصالح مناطق لا مصلحة لبلاده فيها، مبينا أن تغير النظام في ليبيا أو السودان، لن يضر أو ينفع الإمارات في شيء.

وتابع: "نأمل أن تشن واشنطن حملة عسكرية ضد طهران، لكن (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب يدعو للحوار مع إيران حتى بعد إسقاط الأخيرة طائرة مسيرة للولايات المتحدة".

وحذر قائلا: "ولو افترضنا أن واشنطن قصفت طهران، فإن الرد الإيراني سيكون عبر استهداف الإمارات أو السعودية بشكل مباشر أو عبر الحوثيين"، مضيفا أن الإمارات ستخلو من المستثمرين الأجانب في حال سقط صاروخ واحد من إيران على أراضيها، ولن تتمكن من الاحتفاظ بالعمال الآسيويين.

واستعرض تقييمه لسياسات بلاده قائلا "منذ أعوام، ونحن ندعم (خليفة) حفتر دون جدوى، علينا البحث عن بدائل سياسية وليست عسكرية"، في إشارة إلى دعم أبوظبي للجنرال الليبي المتقاعد، الذي يسعى للسيطرة على العاثمة طرابلس منذ أبريل/ نيسان.

وشدد "بن راشد" على ضرورة إجراء تغيير جذري في السياسة الخارجية للإمارات، ووقف هدر الأموال، والأخذ بعين الاعتبار احتمال مهاجمة إيران للبلاد.

ويعارض حاكم دبي منذ البداية سياسة التدخل في شؤون الدول الأخرى، التي اتبعها "بن زايد" في  السنوات  الأخيرة، كما تحتضن إمارة دبي العديد من رجال الأعمال الإيرانيين الذين يواصلون أعمالهم هناك هربا من العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران.

 

ووفق المصادر ذاتها، فإن "بن زايد"، تمعن بانتقادات "بن راشد"، وأمر بإجراء بعض التغييرات في السياسة الخارجية للبلاده، وهم ما تجلى في عدة مظاهر، من بينها إعلان الإمارات عن سحب جنودها من اليمن، وتقليص دعمها للتحالف العربي بقيادة السعودية، الذي يحارب ضد المتمردين الحوثيين، المدعومين إيرانيا، منذ نحو 5 أعوام.

كما اجتمع مسؤولون أمنيون إماراتيون بنظرائهم الإيرانيين في العاصمة طهران، مؤخرا، وذلك للمرة الأولى منذ 6 سنوات.

وفي السياق ذاته يمكن النظر إلى زيارة وزيرين إماراتيين لطهران مؤخرا،  وتعليق وزير الخارجية الإماراتي؛ "عبدالله بن زايد"، على استهداف ناقلات النفط في مايو/ أيار الماضي بخليج عمان.

حيث قال الوزير حينها: "يجب أن نحصل على أدلة قطعية لاتهام إيران بالتورط في الهجوم على ناقلات النفط"، بالرغم من الاتهامات الأمريكية لطهران بالتوريط في الحادث.

وتأتي هذه التسريبات بالتزامن مع إعلان طهران، الخميس، توقيع مذكرة تفاهم مع الإمارات لتعزيز وترسيخ الأمن الحدودي بين البلدين.

وتنص على عقد اجتماعات منتظمة بين البلدين كل عام في طهران وأبوظبي، ومرة ​​كل 6 أشهر في إحدى المناطق الحدودية بدعوة من الطرفين، وإذا تم اتخاذ قرار "حدودي طارئ" يتم التنسيق من خلال وسائل التواصل أو الاجتماعات الحضورية.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم محمد بن زايد آل نهيان العلاقات الإيرانية الإماراتية

قرقاش: إعادة انتشار قواتنا في اليمن تم بالاتفاق مع الرياض

الإمارات تخفف قيود التعاملات التجارية مع إيران

عبدالخالق عبدالله: الحرب في اليمن انتهت إماراتيا

تقرير: التقارب الإماراتي الإيراني تم بوساطة بكين ودعم الرياض