تحرش وتهديدات.. لهذا أغلق مركز أبحاث سعودي أبوابه بواشنطن

الجمعة 2 أغسطس 2019 10:14 م

كشفت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية عن واقعة يرجح أنها السبب في وقف مركز "المؤسسة العربية" البحثي، الممول من الحكومة السعودية، أنشطته في واشنطن بشكل نهائي، قبل يومين.

وكان الكاتب ورجل الأعمال السعودي؛ "علي الشهابي"، قال إن مركز" المؤسسة العربية"، الذي يترأسه، ومقره واشنطن، سيوقف أنشطته نهائيا، وعزا ذلك إلى ما قال إنها خلافات في وجهات النظر بين الجهات المانحة للمركز.

وينشط المركز البحثي في الدفاع عن توجهات السلطات السعودية في الولايات المتحدة.

واعتبرت تقارير أمريكية أن إغلاق المؤسسة يأتي تحت ضغط استمرار الغضب من جريمة اغتيال الصحفي السعودي والكاتب بصحيفة "واشنطن بوست"، "جمال خاشقجي"، ببشاعة داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقالت "واشنطن تايمز" إن واقعة أخرى قد تكون خلقت سببا إضافيا للتعجيل بإعلان إغلاق المركز البحثي السعودي، وهو اتهامات تلاحق رئيس المركز، بالتحرش بإحدى موظفاته جنسيا، وتعنيفها، والتهديد بقطع رأسها.

الموظفة التي تدعى "علا سالم"، رفعت دعوى قضائية عبر مكتب محاماة "جيرستمان شوارتز"، ضد "الشهابي" بتهمة "التحرش الجنسي وأنواع أخرى من الإيذاء" أثناء عملها لديه.

وشملت الدعوى "الافتراء، والتشهير، واختراق الخصوصية، والتضييق العاطفي المتعمد، والتحرش الجنسي، والتمييز بين الجنسين، والانتقام" وغير ذلك.

كما قالت "علا" إنه تم منعها من الحصول على عمل بعد مغادرة المركز.

وأضافت، في شكواها، إن "علي الشهابي" وبّخها وأهانها علنا وكان يسيء معاملتها بشكل يومي، على حد قولها.

وقالت إن من بين "التعليقات المسيئة" التي أدلى بها "الشهابي" كانت: "إذا لم تقومي بالعمل على أكمل وجه، فسأقطع رأسك"، كما صرخ عليها أمام الزملاء في إحدى المناسبات، كأنها نادلة، قائلا "لماذا أكواب الناس نصف فارغة".

وفي مناسبة أخرى، انتقد زي بعض الموظفات، قائلا إنه كان "قبيحًا" وطلب من "علا" التأكد من ارتدائها ملابس أكثر جاذبية.

فضلا عن ذلك، تقول "علا": "لقد كان يناديني بعبارات قبيحة، مثل: تعالي إلى هنا، فأنا لم أحصل اليوم على قبلة الصباح الخاصة بي".

من جانب آخر، قال محامي الدعوى القضائية؛ "ديفيد شوارتز": "ما زلنا نسعى إلى تحقيق العدالة لعلا سالم ضد علي الشهابي والمؤسسة"، مؤكدا: "لن يتغير سعينا لتحقيق العدالة لمجرد أنهم يغلقون أبوابهم".

بدوره، علق المعارض السعودي "علي الأحمد"، من معهد الخليج سابقًا، على الأمر، قائلا: "نحن نشهد تناقضا واضحا بين ما نعرفه على أنه قيم أمريكية، خاصة وأن السعوديين تمكنوا من تمهيد الطريق لأنفسهم من خلال تقديم المال لكثير من السياسيين ومؤسساتهم على غرار مؤسسة كلينتون ومؤسسة كارتر، وبلورة آرائهم".

وأضاف: "لسوء الحظ، فإن السياسة في الولايات المتحدة تعتمد على المال، ولعبت السعودية على هذا الوتر وأدركت كيفية استخدامه لصالحها".

وقالت "واشنطن تايمز" إن إغلاق مركز "المؤسسة العربية" يأتي في وقت مثير للاهتمام على صعيد العلاقات السعودية الأمريكية، حيث تسعى إدارة "ترامب" إلى توثيق العلاقات مع المملكة في محاولة لمواجهة إيران، التي تعتبرها التهديد الرئيسي للمصالح الأمريكية في المنطقة.

وتضيف أن الكونغرس حاول، مؤخرا، وقف بيع الأسلحة للسعودية بتشريع، لكن من المؤكد أن "ترامب" سوف يستخدم حق النقض ضد هذا الإجراء.

ويختم التقرير بالقول: "يبدو أن الوضع هو مثال حقيقي على اختيار صانعي السياسة الأمريكية بين السياسة الواقعية والمحاضرات الأخلاقية".

يذكر أن "المؤسسة العربية" تأسست عام 2017، بهدف تغطية القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط، خصوصا دول مجلس التعاون الخليجي.

ومعروف عن رئيس المؤسسة "علي الشهابي" أنه من أشد المدافعين عن سياسات المملكة، سواء عبر تغريداته أو داخل أروقة السياسة الأمريكية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات السعودية الأمريكية مركز بحثي جمال خاشقجي