يتصاعد الغضب بين أوساط المكون السني في العراق، بعد العثور على عشرات الجثث، مجهولة الهوية، في منطقة جرف الصخر، ذات الغالبية السنية، قرب محافظة بابل، وسط العراق، الإثنين، بعضها يرجع لنساء وأطفال.
وقال ناشطون إن الجثث ناتجة عن عمليات تصفية على أساس عرقي لمختطفين سنة كانوا بحوزة ميليشيات عراقية شيعية، اعتقلتهم بعد أن طردت تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي كان يسيطر على المنطقة، منذ سنوات قليلة.
فديو العثور على 31 جثة في محافظة بابل تم تصفيتهم على أيدي ميليشيات الصفوية المجرمة
— Neser Aliraqنسر العراق (@neserST) August 12, 2019
العثور على جثث (٣١) شخصًا قُتلوا رميًا بالرصاص بعد اختطافهم وتعذيبهم بدوافع طائفية، في منطقة (جرف الصخر) جنوب بغداد؛ التي تحتلها ميليشيا (حزب الله) في العراق. pic.twitter.com/PWEGIeYFVs
جثث لضحايا مغدورين يتم قتلهم ورميهم في بابل حيث يتم احتجاز الآلاف من المختطفين لدى فصائل بالحشد الشعبي في سجون سرية بمنطقة جرف الصخر
— عمر الجنابي (@omartvsd) August 12, 2019
هذه المنظمة بكربلاء تستلم بين الحين والآخر عشرات الجثث ويظهر بهذا الفيديو انهم استلموا ٣١ جثة بتاريخ ٢٠١٩/٨/١٠
هكذا يقومون بتصفية المغيبين قسريا pic.twitter.com/kqbYYj3yK9
واتهم ناشطون ميليشيا كتائب "حزب الله" العراقية بتصفية معظم هؤلاء المختطفين داخل سجونها السرية التي شيدتها بمنطقة جرف الصخر بعد تهجير سكانها وتحويل المنطقة إلى ساحة نفوذ ومستودع كبير للصواريخ الباليستية.
وانتقد نواب عراقيون وناشطون سنة، ما وصفوه بالتسرع بدفن الجثث دون إجراء التحقيقات اللازمة، أو الكشف عن أصحاب تلك الجثث أو تسليمهم لذويهم، مما يثير الشكوك حول ضلوع "جهات ذات سطوة" في القضية، في إشار إلى الميليشيات، المدعومة من الحكومة العراقية.
عشرات الجثث لضحايا قتلوا في (جرف الصخر) يتم دفنهم من قبل جمعية خيرية
— عثمان المختار (@othmanmhmmadr) August 12, 2019
لا الحكومة ولا وزارة الداخلية ولا الدفاع ولا البرلمان يسألون عنهم متى واين وكيف ومن قتلهم ولا حتى طلب تحقيق او فحص الــ DNA
السبب ان مليشيات حزب الله والعصائب وبدر وباقي الأذرع الايرانية هي من ذبحتهم pic.twitter.com/E9sUvrNaO5
لماذا لا يتم الكشف عن هويات المغدورين في مقابر السماوة وبابل ؟ لماذا يتم دفنهم تحت مسمى مجهولي الهوية ؟ ولماذا التستر على هذا الموضوع ؟ ولماذا أنقلب تويتر ولم يقعد عند اكتشاف جثث السماوة وخرس عند اكتشاف جثث بابل ؟
— waleed hussain (@waleed5501) August 12, 2019
تباً لل #مليشيات_القذرة#المقابر_الجماعية
كيف يتم دفنهم لا لا لا اتمنى إدخال منظمات دولية هذا اسمه تلاعب وتستر على المجرمين الفعليين.
— Turk (@Turk11802741) August 12, 2019
واعتبر النائب "مثنى السامرائي" أن عدم إجراء تحقيق جاد لمعرفة هويات ضحايا بابل وكشف القتلة يثير الشبهات.
وتساءل "السامرائي"، قائلا: "هل ستتعامل الحكومة مع ملف ضحايا بابل بحماستها نفسها في التعامل مع ملف المقابر الجماعية التي تخص النظام السابق"، مشيرا إلى أن "ضحايا بابل عراقيون أيضا".
وعبر حسابه الشخصي بـ"تويتر"، غرد النائب "أحمد الجبوري" قائلا إن "الجثث تم التعامل معها على أنها مجهولة الهوية تعود إلى مختطفين معظمهم من المناطق المحررة (من تنظيم الدولة)، ويتم تسليمهم إلى منظمة مجتمع مدني لغرض دفنهم".
وأضاف أن هناك أكثر من 1600 مخطوف من المحافظات المحررة، انقطعت أخبارهم، لاسيما في منطقة الرزازة، شمال محافظة بابل.
وتساءل: "أين دور الحكومة في تسليم الجثث، وبعضهم أطفال ونساء، ومعظمهم رجال.. إلى ذويهم أو محافظاتهم، أو إلى مفوضية حقوق الإنسان".
وأضاف: "أي ظلم نعيش فيه وأي فوضى.. ولماذا لم يتم الإعلان عن وجود جثث مجهولة في الطب العدلي في الحلة حتى يأتي ذوو المفقودين للتعرف إلى الجثث، ولا يتم الإعلان عن الجثث من قبل هذه المنظمة إلا بعد دفنهم؟".
وقال ناشطون وإعلاميون، نقلا عن مصادر بالطب العدلي، إن معظم الجثث يبدو أنها تعرضت للإعدام بالرصاص، بينما كانت مقيدة، وكان هناك أشلاء، وأن الدفعة الأولى المكتشفة بلغ عددها 52 جثة، بينما كانت الدفعة الثانية 31.
بحسب مصدر من الطب العدلي/ بابل: اكد ان الجثث تم إعدامهم بعد تقييدهم، وغالبهم من مناطق المسيب واليوسفية وناحية الرشيد وجرف الصخر والمحاويل والبومصطفى، وهذه الوجبة الثانية، الاولى كانت 52، مع اشلاء، وهذه الثانية 31، وتدفن بعد قرار القاضي.#جثث_مجهولة #بابل #إيران #العراق
— عمر الجنابي (@omartvsd) August 12, 2019
بدوره، طالب رئيس مجلس إنقاذ العراق "حميد الهايس"، جميع المسؤولين المنحدرين من محافظة الأنبار بالاستقالة من كل المواقع الحكومية، على خلفية قضية الجثث.
وقال "الهايس"، في بيان مقتضب، إن "على وزراء ونواب محافظة الأنبار كافة الانسحاب من الحكومة والبرلمان، بعد تستّر صحة بابل على جثث المخطوفين".
وأصدر تحالف القوى العراقية، في وقت سابق، الإثنين، بيانًا بشأن الجثث التي دفنت في محافظة كربلاء، مطالبًا الحكومة بإصدار قرار بإعادة فتح هذه المقابر والسماح لذوي المغدورين بالتعرف إلى جثث أبنائهم.
يذكر أن محاولات إعادة النازحين من سكان جرف الصخر بالفشل، بسبب سطوة فصائل شيعية مسلحة ما زالت تسيطر عليها بعد طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" منها.
ومنطقة جرف الصخر، تقع على بعد 60 كم، جنوب غرب بغداد، تبلغ مساحتها 50 كم، يسكنها نحو 40 ألف نسمة، وخضعت لسيطرة تنظيم "الدولة" في يونيو/حزيران 2014، حيث سيطر التنظيم على مناطق أخرى من العراق، أبرزها محافظة نينوى ومناطق واسعة من محافظة صلاح الدين ومحافظة ديالى ومحافظة الأنبار وشمال محافظة بابل ومناطق أخرى.