إيكونوميست: حرب التحالف العربي تضع اليمن على حافة التقسيم

الجمعة 16 أغسطس 2019 11:57 م

غالبًا ما كانت الغارات الجوية السعودية في اليمن تخطئ هدفها، مما تسبب في سقوط مئات الضحايا المدنيين، لكن عندما قصفت المملكة حلفاءها في 11 أغسطس/ آب، لم يكن ذلك خطئا. وكان الهدف هم الانفصاليون الجنوبيون الذين استولوا على مدينة عدن من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا قبل يوم واحد فقط من الهجوم السعودي.

ويقف السعوديون والانفصاليون والحكومة جميعهم على نفس الجانب في حرب اليمن - ظاهريا على الأقل - فهم أعضاء في تحالف هش يقاتل المتمردين الشيعة الحوثيين المدعومين من إيران.

تحالف بأجندات مختلفة

وقد مرت أكثر من 4 سنوات منذ أن طرد الحوثيون الحكومة اليمنية من العاصمة صنعاء، واستولوا على معظم أنحاء البلاد. واستعاد التحالف الذي تقوده السعودية الجنوب، ولكنه فشل في طرد الحوثيين من الشمال.

وأدى القتال إلى تحطيم ما كان بالفعل أفقر بلد في المنطقة حيث قُتل عشرات الآلاف من الناس، بينما يسحق الجوع والكوليرا الأحياء. وفيما تزداد الحرب فوضوية، أصبح من الصعب تخيل التوصل إلى سلام قابل للاستمرار.

ولم يكن التحالف الذي جمعته السعودية وشريكها الدولي الرئيسي؛ الإمارات، متماسكاً أبداً. وهو خليط من الجماعات المسلحة المحلية، التي يوجد لديها جميعها أجنداتها الخاصة، التي غالبًا ما تكون متنافسة.

على سبيل المثال، في تعز وحدها - التي حاصرها الحوثيون منذ عام 2015 - قاتلت أكثر من 20 مجموعة في صفوف التحالف مع ولاءات متقلبة حيث ينجذب المقاتلون إلى الجانب الذي يدفع أكثر. وتعترف معظم الفصائل التي تقانل ضمن صفوف التحالف بكراهيتها للحكومة اليمنية التي يعتبرونها فاسدة وغير فعالة، وهم يسخرون من حقيقة أن الرئيس "عبد ربه منصور هادي" لم يعد بعد من منفاه الفخم في الرياض.

ويمتد أحد أخطر خطوط الصدع في التحالف بين الحكومة المتمركزة عادة في الشمال والانفصاليين الجنوبيين. ويعود النزاع بين الطرفين إلى عقود منذ كان جنوب اليمن بلدا منفصلا خاض حربين مع الشمال في السبعينات.

ولم يشفِ توحيد شطري اليمن عام 1990 الجروح القديمة، حيث اندلع القتال مرة أخرى في عام 1994، وانتصر الشمال، ومنذ ذلك الحين، صار الجنوبيون اليمنيون ينظرون إلى الحكومة بشك كبير، واتهموها بعرقلة تطور الجنوب خوفا من انفصاله.

وقد اشتعلت التوترات بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي في العام الماضي، لكن القتال الأخير يبدو أكثر خطورة. بدأ الأمر في 7 أغسطس/آب بموكب جنازة لعشرات من الجنود الجنوبيين الذين قتلوا في هجوم صاروخي حوثي في ​​الأسبوع السابق. وعند مرور المشيعين على القصر الرئاسي، قاموا بالهتاف ضد الحكومة وجرى تبادل لإطلاق الرصاص مع الحرس الرئاسي مما أدى إلى تصاعد العنف بسرعة.

وبعد 3 أيام، استولت القوات المتحالفة مع المجلس الانتقالي الجنوبي على القصر الرئاسي والعديد من الثكنات العسكرية. ورغم أن الضغط السعودي قد يثمر التوصل إلى صفقة تحفظ ماء وجه الحكومة وتسمح لها بالعودة إلى عدن بشكل ما، لكن من المحتمل أن يظل المجلس الانتقالي الجنوبي هو من يملك السيطرة بشكل فعلي.

توترات سعودية إماراتية

وحتى الآن، يتحدث قادة السعودية والإمارات بصوت موحد حول الوضع في اليمن، لكن هذه الوحدة الظاهرة تخفي التوتر المكتوم في العلاقات بين الحليفين.

منذ بداية التدخل العسكري للتحالف عام 2015، ركزت دولة الإمارات على جنوب اليمن، حيث دعمت جماعات مثل المجلس الانتقالي الجنوبي في محاولة لهزيمة الجهاديين والإسلاميين، ما دفع الحكومة اليمنية لاتهام الإمارات بإنشاء دولة موازية في البلاد.

وفي الوقت نفسه، ركز السعوديون على الشمال واستعادة الحكومة، وعملوا مع حزب الإصلاح، الفرع اليمني لجماعة "الإخوان المسلمين"، وكذلك مع غيره من الجماعات التي لا تفضلها دولة الإمارات.

وفي حين خاضت السعودية الحرب من الجو غالبا، قادت الإمارات المجموعات المقاتلة على أرض الواقع ويمكنها ادعاء معظم الفضل في التقدم الذي تم إحرازه ضد الحوثيين. لكن مع عدم وجود نهاية في الأفق، ومع تنامي الخوف من الصراع، بدأت الإمارات تتخلى عن الحرب. لذلك يبدو من غير المحتمل حدوث تقدم جديد لقوات التحالف.

ولا تزال السعودية تحظى بدعم الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، الذي قاوم جهود الكونغرس للضغط على المملكة لإنهاء الحرب. ومع ذلك، فإن احتمال انتصار التحالف آخذ في التضاؤل. وقد عاد سؤال قديم ليظهر: هل سيبقى اليمن موحدا بعد انتهاء الحرب؟

المصدر | إيكونوميست - ترجمة الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الحرب في اليمن الحوثيون المجلس الانتقالي الجنوبي

مستشار هادي: اليمنيون فقدوا الثقة في التحالف العربي

المونيتور: انتصارات الانفصاليين تعمق جراح السعودية في اليمن

انقلاب عدن بدعم أبوظبي وتواطؤ الرياض.. تحالف مهدد ويمن مقسم