كيف تساعد السعودية نتنياهو في حملته الانتخابية؟

السبت 17 أغسطس 2019 11:51 م

قال رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" لـ 41 ديموقراطيًا بـ"الكونغرس" زاروا (إسرائيل) في 7 أغسطس/آب، مستخدما مؤشر الليرز في الإشارة إلى الخريطة من أذربيجان إلى البرازيل، ومن إفريقيا إلى أستراليا: "هناك شيء كبير جدا جدا يحدث هنا".

وأضاف: "هناك ثورة استثنائية تحدث في موقع إسرائيل في العالم"،  أي في الاعتراف العالمي بـ(إسرائيل) وتطبيع العلاقات الفعلي معها، مبديا تذمره من أن وسائل الإعلام لا تكاد تنشر شيئا عن هذه "التطورات الثورية".

وحول نتنياهو (إسرائيل) بالفعل إلى "قوة عالمية"، حتى أن أتباعه، مثل الصحفي "عكيفا بيغمان" بالغوا في ذلك قائلين إن "نتنياهو" حول (إسرائيل) إلى إمبراطورية، كما جاء عنوان كتاب جديد (باللغة العبرية) لـ"بيغمان" نُشر في أواخر يوليو/ تموز.

وكان "بيغمان" رئيس تحرير موقع إلكتروني يسمى "ميدا"، أسسه "دان باراتز"، المتحدث الرسمي باسم "نتنياهو" سابقًا.

وخلال الترويج لكتابه على "فيسبوك"، اشتكى "بيغمان" من أن وسائل الإعلام تجاهلت إنجازات "نتنياهو" في السياسة الخارجية في السنوات الأخيرة التي يرى أنها تاريخية وغير مسبوقة.

الترويج لنتنياهو

وليس من قبيل الصدفة أن توقيت الكتاب الذي يصف إنجازات "زعيم الإمبراطورية" يتزامن مع ذروة الحملة الانتخابية ومع اللوحات الإعلانية العملاقة التي تظهر "نتنياهو" إلى جانب الرئيس "دونالد ترامب" والدكتاتور الروسي "فلاديمير بوتين" كجزء من جهود "نتنياهو" لتعبئة الدعم الأجنبي لحملته.

وفي 18 أغسطس/آب، سيستقطع "نتنياهو" وقتًا طويلاً لالتقاط صور مع الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" وزيارة النصب التذكاري لقتلى اليهود أثناء الحرب العالمية الثانية في "بابي يار".

وبسبب عدم تمكنه من الانفصال عن رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي" بعد الآن، فإن قائد (إسرائيل) المؤقت سيصل إلى نيودلهي في سبتمبر/أيلول.

وقد رفضت حكومة كوريا الجنوبية الانضمام إلى حملة "نتنياهو" وألغت زيارته المزمعة هناك.

ومع تأجيل زيارة سول، تقرر تعليق المسائل العاجلة التي تتطلب زيارة إلى اليابان حتى يكون لـ(إسرائيل) حكومة دائمة.

وقد ذكرت صحيفة "القدس العربي"، الصادرة باللغة العربية في 3 أغسطس/آب أن الملك "عبدالله" الأردني رفض أيضًا استضافة مرشح حزب الليكود لمنصب رئيس الوزراء.

وللمفارقة، تتصدر إيران - عن غير قصد - هذا الفيلق الأجنبي الذي يساعد "نتنياهو" على تسويق نفسه للناخبين الإسرائيليين.

وتعد طهران المسؤول الأكبر عن التحالف الناشئ بين الحاكم الإسرائيلي والدول العربية.

ويجادل "بيغمان" أن سياسة "نتنياهو"، "حوّلت إيران من أفضل صديق للبيت الأبيض في عهد الرئيس باراك أوباما) إلى دولة منعزلة على وشك الانهيار".

وقد كشف وزير الخارجية "يسرائيل كاتس"، الذي يطمح إلى أن يكون رئيساً للوزراء، في جلسة مغلقة في 7 أغسطس/آب أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست أن (إسرائيل) تشارك في تحالف تقوده الولايات المتحدة لحماية الشحن عبر مضيق هرمز.

وقال "كاتس" للمشرعين إن الاستراتيجية التي يقودها "نتنياهو" لتعزيز العلاقات مع دول الخليج تصب في مصلحة (إسرائيل).

ويبقى من غير الواضح ما هي مصلحة (إسرائيل) في إطلاق النار ضد الشيعة.

وفي المقابل، هدد قائد الحرس الثوري الإيراني "حسين سلامي" بالرد قائلا إن أي حرب جديدة "ستهدد بقاء النظام الصهيوني وتنذر بانهيار لا رجعة فيه".

وقام "صالح العاروري"، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، بزيارة إيران في يوليو/ تموز حيث التقى بكبار المسؤولين في فيلق الحرس الثوري الإسلامي وقوة القدس. وبحسب ما ورد يعتقد المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون أن إيران وحماس وافقتا على فتح جبهة جنوبية مع (إسرائيل) من غزة في حالة اندلاع حرب مع حزب الله والقوات الأخرى التي توجهها إيران على حدودها الشمالية.

الاستثمار السعودي

وفي مواجهة هذه الجبهة المحتملة، تتفاخر (إسرائيل) بعلاقاتها المبهجة مع الدول العربية الأخرى وفي مقدمتها دول الخليج.

وفي الشهر الماضي، قام المدون السعودي "محمد بن سعود" بزيارة، جرت تغطيتها على نطاق واسع لـ(إسرائيل)، مع صحفيين عرب آخرين من الأردن والعراق.

وتم منح الوفد لقاءا مع "نتنياهو".

وفي مقابلة أجراها مع القناة الثالثة عشر الإسرائيلية في 7 أغسطس/آب بعد عودته إلى الوطن، كان لدى "سعود" رسالة عاطفية لـ"نتنياهو" جاء فيها: "شكرًا لك، أنا أحبك".

ويمكننا أن نفترض أن "سعود" ما كان ليواصل المشي بحرية في الرياض لو كان قد زار (إسرائيل) وأشاد بزعيمها دون موافقة مسبقة من الحكام السعوديين.

وتعد الحملة الانتخابية أفضل وقت لـ"نتنياهو" للترويج لعلاقته مع السعودية. 

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2018، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن "نتنياهو "دعا الرئيس الأمريكي "ترامب" للدفاع عن ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" بعد الكشف عن دوره في اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي".

وفي مقال رأي في 30 يوليو/ تموز على موقع "فوكس نيوز"، كتب المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط "جيسون غرينبلات" والممثل الأمريكي الخاص لشؤون إيران "براين هوك" أن النظام الإيراني يخصص 100 مليون دولار سنويًا لجماعات إرهابية فلسطينية - على حد وصفهم - بما في ذلك "حماس" و"الجهاد الإسلامي" و"الجبهة الشعبية".

وقد اتفق المسؤولان الكبيران في إدارة "ترامب" على أن إبرام اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني شامل "سيكون أسوأ كابوس لإيران" بالنظر إلى أن "إيران تستثمر بعمق في استمرار هذا الصراع". 

ولنضع جانبا مسألة مقدار الجهد الجاد الذي تستثمره أقوى قوة في العالم في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من أجل زيادة الاستقرار في الشرق الأوسط ومنع الإرهاب الإيراني المزعوم.

ورغم ذلك، يبقى من الصعب أن نفهم كيف أن اتفاق السلام بين (إسرائيل) والفلسطينيين - الذي يعد أهم أداة للحفاظ على مستقبل (إسرائيل) كدولة ديمقراطية يهودية - غائب جدًا عن الخطاب السياسي والأخلاقي في البلاد.

وهنا ينبغي على شخص ما أن يذكر الإسرائيليين بمصير الإمبراطوريات التي حكمت الشرق الأوسط بالقوة الوحشية.

** المقال المنشور يعبر عن رأي كاتبه

المصدر | عكيفا إلدار - المونيتور

  كلمات مفتاحية

العلاقات السعودية الإسرائيلية تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية انتخابات إسرائيلية الانتخابات الإسرائيلية نتنياهو

الأمة السعودي: الرياض وقعت بفخ الدروشة السياسية والإمارات خانتها