تقارير: تنظيم الدولة يحاول إفساد اتفاق طالبان مع واشنطن

الخميس 22 أغسطس 2019 08:59 ص

أفادت تقارير أن تنظيم "الدولة الإسلامية" في أفغانستان، يحاول إفساد اتفاق بين الولايات المتحدة وحركة "طالبان" الأفغانية، يقضي بانسحاب القوات الأمريكية من أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة في تاريخها.

وذكرت التقارير أن مساعي تنظيم "الدولة الإسلامية" تأتي عبر شن سلسلة من الهجمات والتفجيرات الدامية، نفت حركة "طالبان" مسؤوليتها عنها، قبل أن يخرج التنظيم ويعلن مسؤوليته عن تنفيذها في وقت لاحق.

وفى أعقاب ذلك، ذكر مسؤولون أفغان أن الفرع المحلي لتنظيم الدولة تمت محاصرته في منطقة جبلية بالقرب من الحدود الباكستانية من قبل القوات الأفغانية والأمريكية، ولم يعد بإمكانها السيطرة على المناطق السكنية. 

وذكروا أن الأمر تحول إلى شن التنظيم هجمات انتحارية ضد أهداف "غير محصنة"، مثل تفجير حفل زفاف يوم السبت، والذي أسفر عن مقتل 63 شخصًا وإصابة 190 آخرين.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الأفغانية" فواد أمان" الثلاثاء: "لقد قمنا بالقضاء على قواعدهم في الشرق، وهم الآن متمركزون في مناطق صغيرة جداً، حيث لا يمكنهم محاربة قواتنا وجها لوجه".

غير أن الزعماء المحليين في مقاطعتي نانغهار وكونار الواقعتين على الحدود يروون قصة مختلفة، ويقولون إن التنظيم يواصل بث الرعب في قلوب سكان القرى في المناطق الخاضعة لسيطرته، وتجنيد الفتيان قسرًا، ومنع الفتيات من الالتحاق بالمدرسة. 

ولدى الزعماء المحليين ومسؤولين أمريكيين مخاوف من أن يؤدي القتال المستمر بين عناصر "طالبان" وتنظيم الدولة إلى انضمام مقاتلي "طالبان" إلى ميليشيا التنظيم في حال عقد زعماء حركة "طالبان" اتفاقية صلح مع الأمريكيين.

واتفاقية سحب القوات الأمريكية من أفغانستان بين "طالبان" وواشنطن برعاية قطرية لم تتطرق إلى تنظيم الدولة، والذي يعتبر حتى الآن أخطر تهديد إرهابي.

وفي الصياغة الحالية، تتضمن الاتفاقية الانسحاب الأولي لحوالي 5 آلاف جندي أمريكي مقابل تعهد من حركة "طالبان" بقطع العلاقات مع القاعدة، كما تدعو إلى بدء إجراء محادثات بين حركة "طالبان" والحكومة الأفغانية والتخطيط لوقف إطلاق النار.

وفي تقرير قُدّم للكونغرس الشهر الماضي، قالت وزارة الدفاع إنه حتى في حال تم التوصل إلى تسوية، فإن القاعدة وتنظيم الدولة وبعض المتشددين من حركة "طالبان" سيشكلون "تهديداً كبيراً" لأفغانستان والولايات المتحدة، ما يتطلب قدرة "قوية" على مكافحة الإرهاب من أجل "المستقبل المنظور".

ويقدّر عدد تنظيم الدولة في أفغانستان بين 2500 و5000 مقاتل، وفقًا لأرقام قدمها الجيش الأمريكي والأمم المتحدة، وقدّر الجيش الأمريكي أن العدد الإجمالي كان حوالي 1000 مقاتل نشط في عام 2017، ولكن هناك مخاوف على نطاق واسع من أن هذه الأرقام قد تزيد أكثر إذا استخدم تنظيم الدولة اتفاق الولايات المتحدة و"طالبان" لسحب مقاتلي "طالبان" المتشددين، الذين يعارضون الاتفاق ويأججون حربها الإرهابية.

وقال مسؤول غربي تحدث، شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول لمناقشة الأمر، إن "تنظيم الدولة يحاول أن يمهد طريقه لجني ثمار أي شقاق في حركة طالبان بعد اتفاق السلام"، وقال إن الجماعة نشرت رسائل تنتقد "طالبان" "لتفاوضها مع العدو".

وقال المسؤول الغربي إن "طالبان"، التي تجند ما يصل إلى 80000 مقاتل، تفوق بكثير عدد عناصر التنظيم هناك، وأردف: "ولكن التنظيم يقاتل بلا هوادة". 

وقد دخل تنظيم الدولة في الصراع الأفغاني في عام 2014م كفرع من الجماعات القبلية المتطرفة في باكستان، ولم يكن ينظر إليه في البداية على أنه تهديد خطير، ولكن مع تزايد أعداده، حاولت المجموعة الاستيلاء على الأراضي في 4 محافظات، وتجنيد الطلاب، وتنظيم عشرات التفجيرات الانتحارية.

وبحسب تقرير أصدرته مؤخراً بعثة المساعدة التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان، فقد أسفرت الهجمات التي تُنسب إلى تنظيم الدولة عن مقتل أو إصابة 423 من أصل 3812 من إجمالي الضحايا المدنيين في النصف الأول من هذا العام.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

استراتيجية ترامب بأفغانستان الحرب في أفغانستان الانسحاب من أفغانستان تفجير أفغانستان طالبان أفغانستان مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية

مبعوث أمريكا يزور الدوحة وكابول لاستئناف المحادثات مع طالبان

ارتفاع ضحايا تفجير كابول.. الرئاسة تتهم طالبان والحركة تنفي